قائد الطوفان قائد الطوفان

مآسي اللاجئين تتفاقم وأوروبا تدرس الحلول

مآسي اللاجئين تتفاقم وأوروبا تدرس الحلول
مآسي اللاجئين تتفاقم وأوروبا تدرس الحلول

بروكسل- الرسالة نت

ازدادت أزمة اللاجئين -المتدفقين بالآلاف من شرق أوروبا إلى غربها- مأساوية بعد العثور أمس الخميس على جثث عشرات منهم في شاحنة شرقي النمسا، وهي حادثة ألقت بظلالها على القمة التي خصصها الاتحاد الأوروبي لدراسة الحلول المناسبة بهدف مواجهة الأزمة المتفاقمة.

وقالت الشرطة النمساوية إنها عثرت على جثث نحو خمسين لاجئا في شاحنة كانت متوقفة على طريق سريع شرقي البلاد، مضيفة أن العدد النهائي للضحايا لم يعرف بعد، في حين أفادت تقديرات أولية أنهم لقوا مصرعهم اختناقا داخل الشاحنة في إطار عملية "تهريب للبشر".

وعدت وزيرة الداخلية النمساوية يوانا ميكل-ليتنر أن هذا اليوم "هو يوم أسود"، مضيفة "هذه المأساة أثرت فينا جميعا بعمق، المتاجرون بالبشر هم مجرمون"، مؤكدة أن النمسا ستشدد الضوابط على الحدود وتكثف عمليات التفتيش على القطارات الدولية، ودعت دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إلى "عدم التساهل مطلقا مع تجار البشر".

من جهتها، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها، وقالت -على هامش انعقاد قمة لقادة دول غرب البلقان بالعاصمة النمساوية فيينا- إن ما حدث يعد تنبيها لأوروبا من أجل إيجاد حل مناسب لأزمة اللاجئين.

وقالت ميركل "إنه تحذير لكي نبدأ العمل ونحل هذه المشكلة بسرعة وبروح أوروبية، أي بروح من التضامن لإيجاد حلول"، مشيرة إلى أن دول غرب البلقان تواجه تحديا هائلا يتمثل في التعامل مع آلاف اللاجئين الذين يحاولون الوصول لدول الاتحاد الأوروبي.

بدوره، قال رئيس لجنة العدل والشؤون الداخلية في البرلمان الأوروبي كلود مورايس إن الاتحاد الأوروبي يواجه أزمة حقيقية لم يشهد مثلها من قبل، وإن سبب هذه الأزمة هو غياب التوازن، لأن بلدانا مثل ألمانيا تتحمل جزءا كبيرا من القضية، مطالبا بتحمل أعباء اللاجئين على كامل رقعة دول الاتحاد.

كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إنه لا يوجد حل سحري فوري، ولكن الطريق للحل معروف، وأضافت أن أوروبا عليها أن تفي بمعاييرها لحقوق الإنسان، وأن تجد حلا.

وتعرض القادة الأوروبيون لانتقادات شديدة بسبب إخفاقهم في معالجة مشكلة وصول مئات آلاف اللاجئين هذا العام، معظمهم من مناطق النزاع مثل سوريا والعراق وأفغانستان.

في غضون ذلك، تواصل تدفق آلاف اللاجئين -ومعظمهم سوريون- على حدود المجر قادمين من صربيا، وقد تمكن عشرات منهم من عبور الحدود ودخول الأراضي المجرية، ليتجهوا بعدها عبر الحافلات إلى النمسا.

وقال متحدث حكومي إنه يجري بحث الاستعانة بالجيش للمساعدة في تأمين الحدود الجنوبية التي يتدفق منها اللاجئون، كما ذكرت الشرطة المجرية أن آخر إحصاءاتها تدل على أن نحو ثلاثة آلاف لاجئ يدخلون يوميا أراضيها، من بينهم سبعمئة طفل.

وفي صربيا، تقطعت السبل باللاجئين السوريين والعراقيين، فاضطر كثير منهم إلى افتراش الأرض والانتظار في ظروف صعبة، إلى أن يتمكنوا من مواصلة رحلتهم بهدف الاستقرار في دول أوروبا الغربية.

وأصبحت دول غرب البلقان من أهم نقاط عبور عشرات الآلاف من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى المجر -الدولة العضوة في الاتحاد الأوروبي- وبعد ذلك يحاول معظمهم الوصول إلى الدول الأوروبية الأغنى مثل ألمانيا والسويد.

 

البث المباشر