قال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) السابق داني ياتوم إنه لم يكن الهدف خلال العدوان الأخير على غزة القضاء على حماس، ولكن إلحاق ضرر كبير بها، ولا أعرف إن كان ردع حماس قد تحقق أم لا.
وأضاف ياتوم خلال فيلم وثائقي "حرب غزة.. رؤية إسرائيلية" الذي عرضته الجزيرة مساء أمس الخميس، " أن العمليات العسكرية لم يكن يجب أن تستمر لخمسين يوماً "ولكن بسبب الاستخبارات السيئة جدا ظننا أن العملية ستستغرق أسبوعا أو عشرة أيام، وكان ذلك خطأ إستراتيجيا في تقدير المعلومات".
وأكد ياتوم أن حماس أثبتت في هذه الحرب أنها أصبحت تمتلك وسائل قتالية مميتة أكثر، وكشفت عن العديد من المفاجآت التي كان أبرزها "غزة السفلية"، في إشارة إلى الشبكات اللامتناهية من الأنفاق والخنادق المتعددة "التي يتخفى ويتعايش فيها عناصر حماس وينتقلون إلى داخل "إسرائيل" لمداهمة المستوطنات وارتكاب مجازر فيها".
وتناول الفيلم تحليلاً عسكرياً لحرب غزة الأخيرة من وجهة نظر قادة في جيش الاحتلال وجهاز الاستخبارات ولقاءات مع بعض الجنود الذين شاركوا في الحرب.
وكشف الفيلم عن وثائق سرية مسربة تكشف نقاط ضعف الأداء الأمني والعسكري الإسرائيلي، كما تطرق إلى أهمية دور محمد الضيف في الجناح العسكري في حماس، والمطلوب رقم واحد للاحتلال منذ أكثر من عشرين عاما.
كما تناول أسرار أبرز المواجهات أثناء العدوان على غزة، والمعارك داخل الأنفاق، واقتحام قاعدة "زكيم" الإسرائيلية وعملية "نحال عوز" والكمين الذي نصبته المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال في حي الشجاعية بغزة.
وتعد هذه هي الحرب الإسرائيلية الثالثة على غزة منذ عام 2008 وقد تكون الأعنف، وهي الحرب الثامنة في تاريخ "إسرائيل" منذ تأسيسها، والتي دفعت فيها ثمنا باهظا لم تكن تتوقعه.