قائمة الموقع

التلويح بالاستقالة مناورة يُجريها عباس لمعرفة حجمه

2015-09-05T15:24:02+03:00
عباس مع كيري في اجتمتع سابق
الرسالة نت- محمد عطا الله

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نية الرئيس محمود عباس تقديم استقالته واعتزاله للحياة السياسية، وسادت حالة من الجدل في الشارع الفلسطيني حول حقيقة للاستقالة التي يلوح بها عباس منذ عدة سنوات.

الا أن المتابعين للشأن السياسي شككوا في نوايا أبو مازن، مؤكدين أنها قد تكون مناورة سياسية وبالونات اختبار يهدف من ورائها لكسب التأييد الشعبي وتجديد شرعيته التي فقدها منذ انتهاء ولايته، بينما رأى آخرون أن نية الرئيس بالاستقالة حقيقية وخرجت من نطاق التهديد إلى الجدية عقب فشله في المسار السياسي وانسداد الأفق أمامه.

وفي نفس السياق فقد كشفت مصادر أردنية، الأحد الماضي، أن الرئيس عباس أبلغ الملك عبد الله الثاني رغبته بالاستقالة من منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية في ظل الانغلاق في الأفق السياسي والتعنت الإسرائيلي إضافة الى رغبته باعتزال الحياة السياسية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي نعيم بارود أن اعلان الرئيس عباس عزمه ترك منصب الرئاسة مجرد بالون اختبار يريد من خلاله أن يختبر ردة الفعل الامريكية والاسرائيلية والمستوى العربي الذي يدور عباس في فلكه.

وأكد نعيم لـ"الرسالة نت" أن عباس يحاول من خلال تلك التصريحات جس النبض الاسرائيلي والعربي لمعرفة مدى تمسكهم به.

وهنا يتفق الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة مع سابقه مبيناً ان أي رئيس يعتزم الاستقالة لا يجري ترتيبا للأمور وفق أهوائه ولا يقوم بإجراء تعديلات تقزم منظمة التحرير وتعمق الانقسام والشرخ الفلسطيني.

وأوضح أبو شمالة أن النية الحقيقية بالاستقالة تكون عبر دعوة الكل الفلسطيني للقاء من اجل التشاور في مستقبل القضية الفلسطينية وبحث ملف الرئيس القادم.

وأكد في حديثه لـ"الرسالة نت" أن كل ما يقوم به عباس محاولة لكسب تأييد شعبي، وللمناداة ببقائه رئيساً للسلطة من خلال من الجماهير التي سيُخرجها انصاره في شوارع رام الله ليعود ثانية اقوى مما كان واكثر صلابة في اتخاذ القرار.

وأشار أن كل ما يقوم به عباس هي سلوكيات رجل يتمسك بالسلطة حتى الرمق الاخير، لافتاً في الوقت ذاته أنه لا يرى نفسه فاشلا سياسياً.

وبالعودة إلى بارود فقد استبعد ان تكون الخطوات التي يقوم بها أبو مازن نتيجة فشله السياسي، قائلاً" عباس لا يرى في نفسه فاشلا سياسيا لأنه منذ مفاوضات مدريد لم يحقق أي انجاز سياسي ولم يحرك أي ساكن".

وعلى خلاف سابقيه فإن الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أكد نية عباس بالاستقالة باتت حقيقية وخرجت عن نطاق التهديد، مرجعاً ذلك لانسداد الأفق أمامه ولفشله السياسي.

واستبعد عوكل أن ما يقوم به الرئيس يأتي في سياق المناورة السياسية، مبرراً أن الوصول لطريق مسدود والفشل السياسي هو ما اجبره على التفكير بالاستقالة والهروب من هذا الفشل.

وبين رغبة عباس الحقيقية وبالونات الاختبار تبقى الأيام المقبلة كفيلة بكشف النية الحقيقية لعباس من وراء التصريحات برغبته لترك كرسي الرئاسة.

اخبار ذات صلة