عرض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، رؤية حركته للخروج من الأزمة الفلسطينية الراهنة، والتي تعتمد على الحوار الشامل وتأجيل عقد المجلس الوطني.
وقال مشعل في مؤتمر صحفي بالدوحة، الاثنين، إنه يجب التحضير الجيد لعقد المجلس الوطني بالصورة الصحيحة كما جرى الاتفاق عليه، مشيرا إلى ضرورة التسريع في عقد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
وشدّد مشعل على ان خطوة عقد المجلس الوطني الذي غاب عشرون عاما، يعمق الانقسام ولا يعطي المنظمة مزيدا من الشرعية، وأن الجسم الفلسطيني مثقل بالمشاكل والخلافات فلا يعقل من أي قائد فلسطيني إلا المبادرة بالأمام في الحفاظ على المصالحة.
وأضاف: "يجب المبادرة لدعوة الإطار القيادي للمنظمة لمناقشة هموم شعبنا ومستعدون لعقده في أي عاصمة عربية، إضافة لدعوة المجلس التشريعي للانعقاد ومزاولة عمله، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤون الوطن بالشراكة".
وأكد على ضرورة انجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، والتطبيق العاجل لملفات المصالحة بما فيها الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني؛لضمان الشراكة في القرار الفلسطيني.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس إلى حوار وطني شامل مع الكل الفلسطيني، مبديا استعداد حركته لتنفيذه في أي زمان ومكان؛ للتوافق على استراتيجية مشتركة لإحباط مخطط الاحتلال لتقسيم الاقصى وكسر الحصار عن غزة وتحقيق الحرية للأسرى، والاهتمام بقضية اللاجئين وهمومهم.
وأكّد أنه حمّل صائب عريقات رسالة موجهة للرئيس محمود عباس، يطالبه فيها بتأجيل انعقاد المجلس الوطني؛ لأنه يضرّ بالوحدة الوطنية ومخالفته لما تم الاتفاق عليه، موضحا ان البديل هو رؤية وطنية جامعة تبدأ بعقد الإطار الوطني الشامل.
وأبدى مشعل أمله أن يبادر عباس واللجنة التنفيذية والمركزية لحركة فتح بتأجيل انعقاد المجلس والالتقاء على برنامج واحد.
وتسائل: "هل يعقل ان تغيّب حركتي حماس والجهاد الذين يمثلان الجزء الاكبر من برنامج المقاومة الفاعل؟، وما قيمة أي مؤسسة تغيب عنها الفصائل الكبرى؟".
وتابع: "لدينا خارطة طريق كيف نعقد المجلس الوطني الفلسطيني وقد اتفقنا عليه في كل اتفاقات المصالحة منذ عشرة أعوام"، مؤكدا ان المنظمة هي وعاء الشعب الفلسطيني الجامع ولا يجب الذهاب بها بعيدا ونريدها وعائنا جميعا ولا يكون ذلك الا بمشاركة الجميع.
وفيما يتعلق بانتهاك الاحتلال في المسجد الأقصى، قال مشعل إن المطلوب الأول من شعبنا وأهل القدس النفير العام وشد الرحال للأقصى فلا معنى للمشروع الوطني بدون المسجد الأقصى.
ودعا مشعل، حركة فتح والفصائل والسلطة الفلسطينية إلى تبنى استراتيجية مشتركة حول كيفية انقاذ الأقصى، مؤكدًا "لن نسمح بتمرير مخطط التقسيم وسنفشله".
وناشد رئيس المكتب السياسي لحماس، الدول العربية بالوقوف ضد مخططات (إسرائيل) في القدس، محذرا دولا أوروبية تدعم مخططات الاحتلال بأن ذلك سيضر بمصالح يظنها مستقرة اليوم، وستشتعل المنطقة غضبا.
وفي ملف التهدئة، كشف مشعل أن جهود بلير لم تنجز أي شيء حتى هذه اللحظة، مشيرا إلى أن مطلب حماس لم يتغير بضرورة حل مشاكل قطاع غزة بشكل كامل.
واستطرد: "غزة تركت 9 سنوات تغرق في الأزمات، وبدأت منذ فترة أطراف دولية واقليمية ومنها بلير لتحسين الوضع المأساوي في غزة".
وأوضح أن استمرار الحصار على غزة يحيلها إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، منوها إلى أن حركته لا ترغب ذلك.