شعر نجم نادي الصداقة محمد بلح بفرح شديد, بعدما وجد اسمه ضمن اللاعبين المستدعيين من قطاع غزة للانضمام للمنتخب الأولمبي.
ولكن سرعان ما تحوّل الفرح إلى حزن كالعادة, عندما تلقى نبأ رفضه من الجانب (الإسرائيلي), ليصبح في حيرة من أمره تجاه مستقبله الكروي.
بلح واحد من اللاعبين في قطاع غزة الذين يحلمون بالانضمام للمنتخبات الوطنية المختلفة, لكن الواقع (الإسرائيلي) يفرض نفسه, ويحرمهم من تحقيق أبسط أمنياتهم.
أسماء فقط
ويبدو أن حصة غزة من صفوف المنتخبات الوطنية, بدأت تتلاشى تدريجيا, بدليل عدم تواجد أي واحد منهم في المنتخب الأول خلال السنوات الأخيرة, رغم أن المدربين أكدوا في مرات عديدة نيتهم زيارة القطاع لاختيار بعض الأسماء.
ويعاني لاعبو القطاع من التهميش الكبير, كون مشاركاتهم تقتصر على البطولات المحلية غير المعترف بها عربيا, وإن تم اختيارهم للمنتخب فإن أسماءهم هي التي تكون متواجدة فقط, دون ذهابهم للتدريبات بالضفة المحتلة.
هذا بخلاف عدم التنسيق المسبق لهم, كما حدث مع لاعبي المنتخب الأولمبي من غزة, الذين تفاجؤوا عبر معبر "بيت حانون" شمال القطاع, أن تصاريحهم ستصدر اليوم الخميس, بعدما كان من المفترض مغادرتهم الاثنين الماضي مع وفد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, الذي ضمّ 20 شخصا.
استقالة لأسباب!
وعلى غرار اللاعبين, وصل التهميش للمدربين المساعدين, الذين سبق تعيينهم من غزة, أبرزهم جمال الحولي (المنتخب الأول), ورأفت خليفة (المنتخب الأولمبي), وحسام النجار (منتخب الناشئين).
الحولي وخليفة أعلنا استقالتهما "مؤخرا" من منصبيهما في المنتخبات, معللين إياها, لعدم شعورهم بالأهمية, كون الأول لم يسافر مع الفريق في معسكره الخارجي بألمانيا, رغم أن المدير الفني عبد الناصر بركات كان متواجدا في العاصمة الماليزية "كولالمبور", لحضور فعاليات المؤتمر الآسيوي للمدراء الفنيين الذي يقيمه الاتحاد الآسيوي.
أما الثاني, فأصبح في الفترة الأخيرة لا يعرف بعض القرارات التي تخص المنتخب الأولمبي, إلا عبر الإعلام, لهذا فضّل الاثنان التفرغ لأعمالهما المحلية في قطاع غزة, والابتعاد عن الضغوطات.
ولكن على عكسهما, فإن النجار الذي لم يستطع الخروج من غزة, على تواصل جيد مع يحيى عاصي المدير الفني لمنتخب الناشئين, خاصة بعد خروج لاعبي القطاع لمعسكر داخلي بالضفة المحتلة.
حرية تنقل الرياضيين
وأعاد منع بعض اللاعبين والمدربين "مؤخرا" من مغادرة القطاع, قرار "الفيفا" بتشكيل لجنة لمراقبة حرية تنقل اللاعبين بين شطري الوطن (غزة والضفة) للواجهة مجددا.
ووعد "الفيفا" خلال اجتماع الجمعية العمومية الـ65 في مايو الماضي, جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, بالحصول على ضمانات لتسهيل حركة المنظومة الرياضية الفلسطينية, مقابل سحبه لقرار طرد (إسرائيل) من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وعلى ما يبدو فإن الوعود لم يتم تطبيقها على أرض الواقع بشكل كلي, بدليل أن المعاناة لا تزال موجودة على معبر "بيت حانون", وإذا نجحت إحدى البعثات في المغادرة فإنها تضطر للانتظار أياما عديدة كما حدث في مواجهتي كأس فلسطين بين اتحاد الشجاعية وأهلي الخليل, اللتين تأجلتا أكتر من مرة, رغم إجرائهما.
وأمام تزايد المضايقات (الإسرائيلية) بحق الرياضة الفلسطينية, بات على المسؤولين التعامل بجدية مع هذا الأمر, للحصول على قرارات رسمية من "الفيفا" لتسهيل دخول وخروج البعثات الرياضية.