يعاني لاعبو قطاع غزة موسما بعد آخر, من التهميش والحرمان من الانضمام لصفوف المنتخبات الوطنية, الأمر الذي يجعلهم يعيشون فترة من الإحباط الكبير.
ومنذ انتظام المنافسات الرياضية في المحافظات الجنوبية قبل عدة مواسم, ظنّ الجميع أن الباب سيكون مفتوحا أمام لاعبي غزة للتواجد في المنتخبات, لكن الذي حدث هو العكس تماما, وسط غياب كامل لنجوم القطاع في المسابقات الخارجية التي يتواجد فيها المنتخب بمختلف فئاته.
وفي التقرير التالي نستعرض لكم أبرز المضايقات التي تعرض لها رياضيو غزة "مؤخرا", والتي حرمتهم من الظهور الدولي.
حكاية منتخب الناشئين
بدأت المؤامرة على الرياضة الغزية تنكشف "مؤخرا", عندما اتضحت حقيقة إلغاء مشاركة منتخب الناشئين مواليد 2003 في بطولة كأس "دونستي" التي انطلقت قبل أيام في إسبانيا.
وكان الجميع يظن أن إلغاء مشاركة منتخب الناشئين الغزي, جاء بعد تأخر الاتحاد في إرسال جوازات سفر اللاعبين, إلا أن وجود فريق من الضفة في المسابقة لفئة مواليد 1999-2000, فتح تساؤلا مهما كيف لاتحاد كرة القدم أن يعمل على تنسيق ظهور فريق الموظفين – برج اللقلق في بطولة "دونستي" ويتجاهل تواجد منتخب من غزة؟.
وعقب معرفة مشاركة الفريق الضفاوي في البطولة, عبّر عدد كبير من أبناء المنظومة الرياضية في قطاع غزة عن غضبهم العارم جراء حرمان اللاعبين من فرصة تمثيل فلسطين.
طموح لاعبي الأولمبي
مسلسل التهميش للاعبي غزة تواصل, وهذه المرة في صفوف المنتخب الأولمبي, الذي تم ترشيح ثمانية لاعبين من المحافظات الجنوبية للانضمام إليه.
وجاء ترشيح اللاعبين الثمانية عبد الباري بدوان, وإبراهيم الترامسي, وباسل الأشقر, ووليد أبو دان, وصائب أبو حشيش, وأنس الشخريت, وفارس عوض, ومحمد مريش, بعد زيارة مدرب المنتخب أيمن صندوقة لقطاع غزة قبل حوالي شهرين.
وكان لاعبو غزة يأملون الوصول للضفة قبل حوالي أسبوع, لضمان التواجد مع المنتخب الأولمبي في معسكر الجزائر, استعدادا لتصفيات كأس أمم آسيا "تحت 23 عاما", إلا أن آمالهم ذهبت أدراج الرياح كما كان متوقعا, إذ فشل الاتحاد أيضا في الحصول على تصاريح دخولهم المحافظات الشمالية.
أمنيات وادي وبلح
ومع نهاية الموسم المنصرم, حصل محمود وادي نجم خط هجوم اتحاد خانيونس, ومحمد بلح لاعب الصداقة, على فرصة ذهبية للالتحاق بتدريبات المنتخب "الوطني" الأول.
وتبخّرت أحلام وادي وبلح بالانضمام لـ"الفدائي" تحت قيادة عبد الناصر بركات, بعدما فشل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالحصول على تصريح دخولهما المحافظات الشمالية.
ومع نهاية أمنيات اللاعبين الغزيين بالتواجد في تدريبات المنتخب الأول, ظهرت فرصة أخرى لهما, وهي السفر للعب في الدوري الأردني من بوابة النادي الأهلي, بناء على ترشيح المحاضر العربي والآسيوي نهاد صوقار, الذي كان في غزة خلال يونيو الماضي, بانتظار معرفة المصير النهائي لهما بالاحتراف خلال الأسابيع المقبلة.
ورغم أن البعض من رياضيي الضفة ينجحون بدخول غزة على فترات متفاوتة بأمر من اتحاد الضفة, إلا أن العكس يحدث نادرا, ما يتضح أن المحافظات الجنوبية تدخل في حصار رياضي مخطط له منذ سنوات طويلة, باختلاف المسؤول عنه, أو من يقف وراءه خلف الكواليس.