يواصل اللاجئون رحلتهم الشاقة في شرق أوروبا فرارا من الحرب وبحثاً عن الأمان، ومعظمهم من الهاربين من ساحات المعارك والقتل اليومي في سوريا، وقد زاد هطول الأمطار الوضع سوءا.
فقد استمر تدفق اللاجئين على الحدود المجرية الصربية، حيث يعبر اللاجئون الحدود سيرا على الأقدام وسط أحوال جوية سيئة، بينما ينتظر آلاف العالقين على الحدود اليونانية المقدونية -وسط هطول الأمطار والبرد والوحل- السماح لهم بدخول مقدونيا لمواصلة الرحلة نحو ألمانيا والنمسا مرورا بصربيا والمجر.
وقال متحدث باسم الشرطة النمساوية إن السلطات أغلقت الطريق السريع على الحدود مع المجر صباح اليوم الجمعة لاعتبارات أمنية، مما زاد معاناة اللاجئين، حيث قال مراسل الجزيرة على الحدود المجرية النمساوية محمد البقالي إن قرار الإغلاق جعل اللاجئين يكملون المسيرة صوب العاصمة النمساوية فيينا سيرا على الأقدام.
وكانت النمسا قد أغلقت الخميس خط السكك الحديدية بين أراضيها والمجر بسبب "ضغط كبير" على قدرتها الاستيعابية من قبل المهاجرين الذين ما زالوا يتدفقون على أراضيها من المجر بعد رحلة عبر دول غرب البلقان.
وقال مراسل الجزيرة إن السلطات المجرية سرعت عملية نقل اللاجئين إلى مراكز اللجوء، بينما أعلنت السلطات النمساوية أن ثمانية آلاف لاجئ عبروا إلى أراضيها في الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف المراسل أن رئيس شرطة الحدود المجرية قال في ندوة صحفية إن الشرطة جاهزة لتطبيق القوانين الجديدة المتعلقة بما سماها الهجرة غير الشرعية بدءا من يوم الثلاثاء المقبل، وهي تشريعات تعتبر كل من تخطى الحدود خارقا للقانون ويجب إعادته إلى صربيا من حيث أتى أو وضعه في السجن.
كما أعلنت المجر الجمعة أنها رفعت عدد الجنود الذين حشدتهم على الحدود مع صربيا إلى 3800، حيث سجل الخميس وصول عدد قياسي من اللاجئين القادمين من شرق أوروبا نحو غربها.
في الأثناء، قالت ألمانيا إنها تنتظر دخول أربعين ألف لاجئ جديد نهاية الأسبوع، وفق إعلان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي رأى أن أزمة الهجرة الحالية "قد تكون أكبر تحد في تاريخ الاتحاد الأوروبي".
وأشار شتاينماير -خلال لقاء في براغ مع نظرائه الإقليميين بشأن مسألة اللاجئين- إلى "أرقام جديدة كبيرة"، موضحا أنه "بالرغم من حسن إرادة الشعب الألماني، فإن قدراته لاحتواء هذه الموجات من اللاجئين بدأت تضعف.
كما أعلنت شركة السكك الحديدية الألمانية الجمعة أن نحو خمسين ألف لاجئ وصلوا إلى ألمانيا منذ يوم الجمعة الماضي على متن أكثر من خمسمئة قطار، وأضافت أن هذه الطريقة أوصلت الوافدين في أمان إلى مراكز الاستقبال المختلفة.
وذكرت الشركة أن مدن ميونيخ ودوسلدورف ودورتموند وبرلين كانت في طليعة المدن الألمانية التي استقبلت القطارات المحملة باللاجئين.
من جانبه، قال بيتر سلامة المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الجمعة إن ملايين آخرين من السوريين قد يصبحون لاجئين ويتوجهون إلى أوروبا إذا لم تنته الحرب.كلمات مفتاحية: العراق تركيا خطف عمال جماعة مسلحة فرق الموت