كشفت مصادر إعلامية عن سعي السلطة الفلسطينية للكشف عن مصدر تسريب محضر اجتماع رئيسها مع صائب عريقات واللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية، والذي بحثوا فيه خطة إحكام السيطرة على مفاصل منظمة التحرير.
وبحسب صفحة "‘عباس لا يمثلني" المتخصصة في نشر خفايا السلطة عبر الفيسبوك، فإن اللواء ماجد فرج بدأ البحث عن مصدر التسريب في مكتبه، عبر اتخاذه قرارا يقضي بمنع ضباط الجهاز من الدخول إلى مقرات المخابرات بأجهزتهم المحمولة الذكية.
وفي وقت لاحق، أمر بتوزيع مئات أجهزة الهواتف النقالة من نوع (نوكيا نِيون 105) وهي من النوعية القديمة والتي لا تحتوي على كاميرات ولا تتصل بشبكة الإنترنت .
وبحسب المصادر، فإن الإجراء يعتبر إقرار واضح بأن المحضر المسرب صحيح وغير مزور وقد تم بالفعل تسريبه من داخل جهاز المخابرات الفلسطينية وبالتحديد من مكتب ماجد فرج.
ونتيجة لهذا الإجراء الذي يشير إلى عدم ثقة اللواء فرج بضباط جهازه؛ عمّ الاستياء في أوساط كبار الضباط ، واعتبروا ذلك إهانة لمكانتهم، ومساساً بهيبتهم.
ومن وجهة نظر اللواء فرج فان هذا الاجراء يهدف الى تعزيز منظومة أمن المعلومات في الجهاز، وأنه سيتجه خلال الأيام القادمة باقناع الرئيس عباس بتعميم هذه الخطوة على كافة الأجهزة والمؤسسات الحكومية بما فيها مكتب عباس.
ويؤكد ضابط كبير مقرب من اللواء فرج، أن الأمر أخطر من ذلك بكثير، وأن هذه الهواتف الجديدة مزودة بأجهزة تنصت غير مرئية تقوم بتسجيل مكالمات الضباط وتبثها مباشرة لجهاز الحاسوب الأم الذي تم تثبيته في غرفة مغلقة مجاورة لمكتب فرج مباشرة .
ويؤكد هذا الضابط أن الأمر أصبح مكشوفاً لعدد كبير من الضباط حيث باتوا لا يستخدمون هذه الأجهزة الا لأمور العمل، ويقومون بتركها في مكاتبهم أو سياراتهم عند عودتهم للمنازل، مع أخذهم أقصى درجات الحيطة اثناء حديثهم الاعتيادي في المكاتب.
وبحسب الضابط، فإن أفراد الجهاز تسائلوا علانية لماذا قام ماجد بشراء الأجهزة على حساب موازنة جهاز المخابرات في الوقت التي قرر قبل ايام خفض موازنة و محروقات و نثريات الدوائر والمديريات بنسبة 25% ابتداء من شهر سبتمبر بدعوى العجز في موازنة الجهاز.
وتساؤلٌ آخر يطرحه ضباط المخابرات، بأن لماذا لم يطلب ماجد فرج من الضباط أنفسهم شراء أجهزة هاتف بهذه المواصفات، وقام بشرائها هو عبر ضباط مقربين منه ومحسوبين عليه.
وقد أصبحت القضية خلال الاسبوع الماضي باباً للتندر والسخرية من قبل مئات ضباط المخابرات، و يردد بعضهم ان ماجد لديه غيرة من هواتفنا لأنها ذكية .
وتبقى مشكلة التسريب قائمة حيث قام عدد من الضباط بتصوير أجهزة المحمول الجديدة وهي موضوعة على مكاتبهم و أرسلوها لوسائل الاعلام ، وهذا يعني أن الهواتف الذكية ذات الكاميرات ما زالت تدخل الى مقرات المخابرات.
وهو ما يفسره البعض بعدم ثقة ضباط المخابرات بمديرهم حيث هناك معلومات تتردد في أوساطهم عن قيامه بتهريب ملايين الدولارات الى الاردن و تركيا واليونان عبر دائرته المغلقة تمهيداً للخروج من الضفة الغربية نظراً لتقديراته أن حقبة محمود عباس قد أشرفت على نهايتها.