يُعتقل "الإسرائيلي" -قاتل عائلة دوابشة الفلسطينية- "اداريا"، ربما في سجن "خمس نجوم"، في حين يحاكم الطفل الفلسطيني لسنوات بتهمة "الإرهاب" والقاء الحجارة نحو الجيش على عين السلطة !
وزير الحرب "الإسرائيلي" موشيه يعلون قال إن أمن الاحتلال يعرف المستوطنين قتلة عائلة دوابشة حرقا، ويكتفي باعتقالهم اداريا دون محاكمة، كاشفا "مجددا" عن استباحة الدم الفلسطيني وانتهاك حقوق البشر وانسانيتهم.
وفي الوقت الذي يخرج فيه يعلون ليعلن الاستهتار بالدم الفلسطيني، تدعو السلطة الفلسطينية وزارة خارجيتها بخجل إلى مقاطعته ومحاسبته على تصريحاته.
القتلة الثلاثة
وغالبا ما تكون المناطق التي تحصل فيها انتهاكات المستوطنين، خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، دون أن نجد رادعا لهم في انتهاكهم لأمن المواطنين وحرقهم المنازل فوق ساكنيها، كجريمة حرق عائلة دوابشة في نابلس قبل أكثر من شهر.
واستشهدت قبل أيام، رهام دوابشة والدة الرضيع الشهيد عليّ، وزوجة الشهيد سعد دوابشة، الذين أقدم مستوطنون صهاينة على حرقهم في منزلهم قبل أكثر من شهر، فيما يعاني صغيرهم أحمد من اصابات بالغة في أنحاء جسده.
وفي هذا الصدد، قال نعيم بارود المحلل السياسي، إن السلطة الفلسطينية نصّبت نفسها حاميا للاحتلال، وانغمست في التنسيق الأمني دون إدراك للجرائم التي سببها التنسيق بحق المواطنين الفلسطينيين.
ورأى بارود أن بيان الخارجية الفلسطينية هو أشبه ببيان العلاقات العامة كالذي يدفع عن نفسه الحرج أمام الشارع الفلسطيني أو حتى المجتمع الدولي، "وكأن يعلون لم يحرق مئات المواطنين والأطفال في قطاع غزة خلال حربه الأخيرة!".
ويعلم قادة الاحتلال أن حماية السلطة للأمن "الإسرائيلي" يعزز مبدأ قوة وسطوة المستوطنين، لكنّ الذي يخشاه هو العمليات الفردية الانتقامية التي يقوم بها فلسطينيون غاضبون من انتهاكات الاحتلال بحق الآمنين في مناطق واسعة من الضفة المحتلة.
وهنا، اعتبر المختص في الشأن "الإسرائيلي"، مأمون أبو عامر، أن المقاومة الفردية تُعلم يعلون ومستوطنيه أن كل فلسطيني هو قنبلة موقوتة ستنفجر إن لم تنتهي الانتهاكات بحقهم.
وكما يعمل يعلون بسياسته، فقد نصّب نفسه قاضيا متحيزا لـ "أبناءه المستوطنين"، وتعكس لغته مدى سطوة واستباحة (إسرائيل) للضفة المحتلة، دون أن يُراعى أيّ حق انساني للفلسطينيين.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن ثلاثة مستوطنين جرى اعتقالهم إدارياً دون تقديمهم للمحاكمة وهم: "مئير إيتينغر ومردخاي ماير وإفياتار سلونيم".
وجدد أبو عامر تأكيده أن عدم محاكمة المستوطنين هو انحياز واضح للجلاد على حساب الضحية، التي ذاقت الويلات من حرق المنزل فوق رؤوس ساكنيه، "وهي سياسية الاحتلال في التعامل مع الفلسطينيين".
وفي ظل ما تشهد الضفة المحتلة من انتهاكات صارخة بحق الفلسطينيين، وما ينفذه المستوطنون في المسجد الأقصى، مع صمت واضح أشبه بالتعاون مشترك في الجريمة، تحتاج الضفة إلى هبّة مقاومة فردية او جماعية منظمة، تنهي هيمنة الاحتلال وتكسر قواعده الأمنية.