قائمة الموقع

هل يفتح "كوربن" نوافذ بريطانيا للقضية الفلسطينية؟!

2015-09-15T12:43:14+03:00
جيرمي كوربن رئيس حزب العمل البريطاني الحاكم
الرسالة نت - محمود هنية

شكّل فوز اليساري جيرمي كوربن في رئاسة حزب العمل البريطاني الحاكم، ضربة قاسية للوبي الاسرائيلي في البلاد، وحلفائه من السياسيين الأوروبيين، لما يعرف عن الرجل من مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية ورافضة للعدوان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وحقوقهم، بل وله مواقف مشرفة تجاه رفض الحصار المفروض على القطاع، وصولًا لمطالبه بمحاكمة قادة الاحتلال.

فوز كوربن الساحق، نزل كوقع الصدمة على السياسيين الموالين للكيان؛ رغم ما بذلوه من جهود للحيلولة دون فوزه برئاسة الحزب الذي يقود الدفة السياسية في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، بينما يعتقد المراقبون أن فوز الرجل قد وضع حدًا لمرحلة توني بلير المعروف بعدائه للقضايا العربية ولاسيما الفلسطينية.

وحصل كوربن على تفويض الغالبية العمالية بنسبة 59.5% من ناخبي الحزب، وهي نسبة تفوق ما ما حققه رئيس الوزراء الأسبق توني بلير عام 1994، ويعني ذلك أن كوربن يحظى بثقة أعضاء الحزب، ما يضعه أمام مرحلة تاريخية مهمة.

وصلت مرحلة التخويف من الرجل إلى حد ادعاء اليمين المتطرف بخطورة أن يشكل فوزه بداية لحرب أهلية داخل الحزب، ومع هذا فقد شكل فوزه صفعة لكل المراهنين على خسارته، خاصة بما يحمله من مواقف اكثر اعتدالًا تجاه القضايا العربية ويعارض تمامًا مواقف سلفيه طوني بلير وديفيد كاميرون، المعروفين بمواقفهما العدائية تجاه العرب.

وبدأت حياة كوربن البرلمانية قبل ثلاثة عقود، حيث قضى معظمها وهو يدافع عن قضايا مهمة، منها حملة "أوقفوا الحرب" على العراق، ودعم جهود السلام في الشرق الأوسط.

ويؤكد عدد من الناشطين السياسيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، أهمية فوز كوربن في هذه الانتخابات للقضية الفلسطينية، حيث يعدّ مفتاحًا مهمًا لها في بريطانيا، ومنهم من ذهب بالقول أن هذا الفوز من شأنه ان يضع حدًا للتغول الاسرائيلي في القرار البريطاني.

وقال أنور غربي مستشار الرئيس التونسي الأسبق، إن كوربن معروف بانحيازه لقضايا العرب والمسلمين، وعلى رأسها قضية فلسطين، حيث كان من بين المشاركين الرئيسيين في "مؤتمر المسارات القانونية والسياسية للقضية الفلسطينية " الذي انعقد في تونس العام الماضي.

وأكدّ الغربي في تصريح "لـلرسالة" أن كوربن من السياسيين القلائل الذين مازالوا يصرون على اطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد مرسي ومن معه والغاء أحكام الإعدام وتهيئة مناخ يسمح بعودة المسار الديمقراطي في البلاد وعودة مصر للمنظومة الدولية.

ورأى أن كوربن إن لم يتبن القضية الفلسطينية فعلى الاقل لن يتبنى أفعالًا تضر بها على عكس بلير وكاميرون، وكذلك سيكون موقفه مع مجمل القضايا العربية، مشيرًا إلى أنه قد يضع فاصلًا بينه وبين السياسة الامريكية فيما يتعلق بقضايا المنطقة، إذ لن يكون تبعًا أعمى لمواقفها تجاه هذه القضايا.

وأضاف أن الرئيس الجديد لحزب العمال لديه مواقف مطمئنة تجعلنا نعتقد بإمكانية مساهمته في حل أزمات القضية الفلسطينية وفي مقدمتها رفع الحصار عن غزة، وسيدعم اي خطوة في هذا الاتجاه.

يذكر أن بلير عرض على حركة حماس استكمال مباحثات التهدئة في بريطانيا، الأمر الذي دعت الحركة إلى ارجائه لوقت لاحق.

وهنا يؤكد زاهر البراوي الناشط الفلسطيني في أوروبا، على دور أكبر سيبذله كوربن في سياق انهاء الحصار، سيما وأنه من أشد المعارضين له، وقد تأخذ جهود بلير جدية أكبر في الفترة المقبلة، إن حظيت بدعمه وتأييده.

واعتبر البراوي خلال حديثه "للرسالة نت" فوز كوربن رافعة لأسهم القضية الفلسطينية في أوروبا، وخسارة للاحتلال في بازار السياسة الأوروبية، مشيرًا إلى أن توجهات الرجل السياسية لن تسمح للحكومة البريطانية تأييد المشروع الدموي للاحتلال، ما يعني أن أي عدوان اسرائيلي لن يحظى بغطاء بريطاني كما كان في السابق.

ورغم ذلك يحذر بعض المختصين من التفاؤل الكبير أمام هذا الفوز، فبريطانيا محكومة بمنظومة من العلاقات مع الاسرائيليين، تقيدها من التوجه بعيداً عنهم، ومهما كانت مواقف كوربن فلن تخرج عن سياقها العام، إذ لن تدعو بريطانيا لمحاسبة الاسرائيليين ولن تحدث قطيعة معهم على صعيد المجالات كافة. وفق المختصين.

ويقدر بعضهم أن السياسة البريطانية في أحسن أحوالها لن تتبنى خيارات تضر القضية الفلسطينية، لكنها لن تذهب في الوقت القريب إن تمكن فعلًا من الفوز بانتخابات بريطانيا وتشكيل حكومة هناك، إلى إحداث قطيعة حقيقية مع "إسرائيل" .

اخبار ذات صلة