قائمة الموقع

مكتوب: "شاطئ البحر" يفتح نوافذ رزق لمئات الأسر الفقيرة

2018-06-24T17:26:23+03:00
صورة من بحر غزة
الرسالة-محمد شاهين

تحت ظل خيمة صغيرة نصبها المواطن أبو محمد العبد على شاطئ بحر شمال قطاع غزة، يعمل الرجل الأربعيني مع أبنائه الثلاثة في بيع الذرة والمسليات للمواطنين، ليستثمر إجازة الصيف التي تقصد بها العوائل الغزية الشاطئ هرباً من الحرارة المرتفعة، لتوفير فرصة عمل تحسن من ظروفه الاقتصادية المتردية.

"محمد وأسعد وعبد الله"، يحملون إناءً يحتوي على الذرة المسلوقة وينتشرون على رمال الشاطئ الصفراء ليبيعوها بعد أن يسلقها والدهم بجوار خيمته، وحناجرهم تروج لرزقهم بنداء هي (الذرة مسلوقة الذرة السخنة الذرة)، ليلفتوا أنظار العائلات والأطفال ويشجعوهم على الشراء.

 يوضح أبو محمد "للرسالة"، الذي يمتهن السباكة، أنه مع قلة فرص العمل يجد نفسه مجبرًا على اصطحاب أبنائه لبيع "الذرة والشيبس والبزر" على الشاطئ ليحسن من ظروفه الاقتصادية المتردية ويوفر لأسرته قوت يومهم وكسوة المدارس مع انتهاء فصل الصيف.

مشاريع مؤقتة

عائلة أبو محمد واحدة من مئات العائلات التي تنتظر فصل الصيف لتبدأ بمشاريعها المؤقتة على شاطئ البحر، لتحارب وحش البطالة الذي يفترس آلاف الأسر في قطاع غزة ولو بعائد زهيد.

البائع مصعب شاهين أسس مشروعه المؤقت على منطقة مرتفعة من شاطئ السودانية وشرع في بيع القهوة والشاي والمشروبات الساخنة للمواطنين الذين يستأجرون منه الكراسي مقابل شراء المشروب مقابل شيكل واحد فقط.

يحكي شاهين "للرسالة"، أنه يحرص على معاملة كل من يقصده لشرب المشروبات الساخنة معاملة حسنة مع رفع جودتها مقابل مبلغ بسيط، ليبقي عليهم زبائن دائمين، ليوفر لنفسه فرصة عمل طيلة فصل أيام فصل الصيف.

الخميس والجمعة الذروة

ويبين صاحب البشرة السمراء، أن أيام الأسبوع يبقى فيها الرزق محدودا، أما الخميس والجمعة فيشهدان إقبال المواطنين الواسع على شاطئ البحر، وقد تصل أرباحه لما يزيد عن 100 شيكل ما يشجعه على الاستمرار في هذه المهنة.

ويثني المواطن أحمد أبو وردة على مشاريع المشروبات الساخنة الصغيرة، إذ لا تتجاوز كلفة جلوسه برفقة أصدقائه الأربعة على الشاطئ خمسة شواكل، ويتخذون منها مكاناً رئيساً لقضاء إجازة الجمعة، ليتفادوا دفع مبالغ كبيرة نسبياً داخل الاستراحات والمشاريع الكبيرة.

وعلى الرغم من أن المبلغ يقتصر على مشروب إلا أن أبو وردة يؤكد أن جودته تضاهي المشروبات التي تباع بمبلغ 4 و5 شواكل داخل المقاهي والاستراحات.

أصحاب الاستراحات يتذمرون

ويتذمر المواطن أسامة صلاح الذي يملك استراحة على شاطئ البحر من المشاريع الصغيرة التي تبيع المشروبات الساخنة مقابل شيكل فقط، إذ يبين أن معظم الشباب استبدلوا المجيء لاستراحاتهم بهذه الأماكن التي لا تدفع إيجارات للبلدية وليس عليها أي التزامات مالية كبيرة.

ويوضح صلاح أن مشروعه الذي يتخذ منه مصدراً للرزق طيلة أيام العام، بات يحارب من مياه المجاري التي تملأ البحر وتنفر المواطنين، ومن أصحاب البسطات ما جعله يضطر إلى تخفيض سعر إيجار الطاولة من 10 شواكل إلى 5 ليتماشى مع الظروف الصعبة التي يعيشها.

ويطالب المعيل لـ 5 أبناء البلدية بتخفيض ثمن الإيجار المرتفع بالمقارنة مع الظروف التي يمر قطاع غزة والبحر، ليتفادى الخروج من موسم الصيف بلا أي فائدة اقتصادية.

اخبار ذات صلة