طالبت وزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويس ماسيو اليوم الأربعاء في القاهرة بضرورة "تحقيق معمق وشامل وشفاف" من قبل السلطات المصرية في مقتل ثمانية سياح مكسيكيين بقصف جوي للجيش استهدف قافلتهم في منطقة الصحراء الغربية.
وقالت ماسيو -التي وصلت إلى القاهرة فجر اليوم- للصحفيين "إن الرسالة التي أحملها من المكسيك هي أن بلدنا قلق للغاية من هذا الحدث غير المسبوق وننتظر تحقيقا معمقا وشاملا وشفافا لتحديد المسؤوليات وتوضيح ما حدث".
والتقت الوزيرة المكسيكية نظيرها المصري سامح شكري الذي تحدث في وقت سابق عن "تحقيق جار"، وعن "تسلسل أحداث ما زال غامضا وملتبسا".
وأكدت الوزيرة عند خروجها من مستشفى في ضاحية 6 أكتوبر بالقاهرة -حيث نقل المصابون المكسيكيون الستة الذين نجوا من القصف- أنهم "في حالة مستقرة ويتحسنون يوما بعد يوم".
وأشارت إلى أنها بعد أن تلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "سترى ما هي الخطوة المقبلة لإعادة مواطنينا إلى بلدهم سواء الذين بقوا على قيد الحياة أم جثث القتلى".
وقتل ثمانية مكسيكيين وأربعة من مرافقيهم المصريين الأحد، كما أصيب عشرة أشخاص آخرين عندما قصفت طائرات حربية أو مروحيات أربع سيارات دفع رباعي كانوا يستقلونها في الصحراء الغربية.
وكان الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو قد أعرب عن "صدمته الشديدة"، و"استياء" الشعب المكسيكي بعد هذه المأساة "غير المسبوقة".
وتقول القاهرة إن الجيش قصف القافلة "بالخطأ" أثناء قيامه بتتبع جهاديين، وألقت بالمسؤولية على منظمي الرحلة باعتبار أن السياح استقلوا سيارات دفع رباعي، في حين يفترض أن يتحركوا بحافلة، وأنهم دخلوا "منطقة محظورة".
وارتفعت أصوات عديدة في مصر تنتقد غياب التنسيق بين الشرطة من جهة -والتي كان أحد أفرادها يرافق السياح- وبين وزارة السياحة والجيش من جهة أخرى، واتهم آخرون الجيش بأنه يقوم يقصف عشوائي أثناء عملياته لمكافحة الإرهاب، مما يؤدي إلى استهداف مدنيين.
وأعلن الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية والمعروف بـ"ولاية سيناء" الأحد أنه صد هجوما للقوات المصرية في الصحراء الغربية -في أول مرة يعلن فيها وجوده بالمنطقة- ونشر صورة رجل تم ذبحه وصفه بأنه "عميل للجيش".