أكدّ محمد سيف الدولة مستشار الرئيس المصري السابق، أن القدس ليست في وارد اولويات النظام العربي والسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الرهان على مواقفهما.
وقال سيف الدولة في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، إنّ النظام العربي الذي تخلى عن دماء الفلسطينيين في غزة، عندما ارتكبت (اسرائيل) ثاني ابشع مجزرة بعد صبرا وشاتيلا هناك صيف العام الماضي، لن يتحرك من اجل المقدسات التي تأتي في الأولويات الاخيرة لهم.
وأشار إلى أن هذا النظام العربي الذي بارك جزء منه خلف الكواليس تدمير غزة، لا يمكن الرهان على مواقفه في القدس بشكل مطلق، مضيفًا " هناك أزمات اكبر من هذه الازمة مرت دون أن يتدخل أي طرف عربي للأسف فلذلك لا نراهن عليهم".
وأضاف " أن المعادلة الرسمية العربية تقول ان انظمتها واسرائيل هما جزء من ترتيبات أمنية واقليمية ومصالح مشتركة، لها الاولوية على المقدسات والقضية الفلسطينية برمتها".
وعن الموقف المصري، فأكدّ ان نظام عبد الفتاح السيسي يشكل عصرًا ذهبيًا في العلاقة المصرية (الاسرائيلية)، لافتًا إلى الموقف المصري السيئ حيال العدوان الذي تعرض له قطاع غزة صيف العام الماضي، وهو ذات الموقف يتكرر مع القدس.
وشدد على أن الرهان الحقيقي في اسقاط مشروع التقسيم، يكمن في تراكم الصمود، موضحًا أن اسرائيل تسعى لترسيخ قاعدة اخلاء الاقصى مدة اربعة ساعات صباح كل يوم من المصلين المسلمين في بداية لتعزيز مشروع التقسيم الزماني والمكاني بالاقصى.
وأشار إلى أن الامور ستدحرج بشكل تلقائي نحو انتفاضة ثالثة اذا ما استمرت الاحداث الراهنة وحالة التفاعل القائمة في القضية الفلسطينية.
وحول رده على موقف السلطة، قال إن رئيسها محمود عباس أعلنها قبل ذلك بصراحة أن الانتفاضة دمرته، وهو ينطلق من وظيفته الرئيسية التي نص عليها اتفاق اوسلوا، وهو القيام بما يريده الاسرائيلي ولكن تحت راية فلسطينية.
وأوضح أن تصريحات قيادة السلطة تجاه المسجد الاقصى لا يتعدى عن جانب اعلامي تصرح به عند الازمات، منوهًا بضرورة استثمار الموقف الشعبي الثائر وعدم الاهتمام بموقف السلطة.