قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: قاتل الله من قتل عمال فلسطين

مصطفى الصواف     

بينما كان العمال في كل مكان من العالم  يستعدون للاحتفال بالأول من أيار ( مايو ) يوم العمال العالمي، كانت فلسطين وعمالها يعيشون مع الألم، ويزرفون الدموع، ويودعون الشهداء من العمال، يعيشون لحظات الحزن، لان العامل الفلسطيني بات يقتل على أيدي أخوانه العرب، هذا ما حدث الخميس الماضي عندما قلت الحكومة المصرية أربعة من عمال فلسطين ممن يعملون في الإنفاق عندما قامت برش احدها بالغاز السام القاتل، والذي أدى إلى جريمة القتل التي راح ضحيتها شبان في مقتبل العمر ذنبهم أنهم يبحثون عن لقمة العيش في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة.

العامل الفلسطيني العاطل عن العمل المحروم من لحظة عيش كريمة، ومن زاد يطعمه لأولاده أو أسرته، فبدلا من أن نساعده على صعوبة الحياة، والبطالة التي يحياها بسبب الحصار وحتى من قبل الحصار وهو يعيش محروما من مصدر دخل يقيه سؤال الناس، حيث بلغ معدل البطالة في قطاع غزة نحو 60% ، ومن يعمل،  يعمل بأجر زهيد هو اقرب للفقر منه للغنى، يواجه بالغاز القاتل، والمفارقة العجيبة أن عمال غزة يقتلون بالغاز، بينما يمد العدو المجرم بالغاز المصري من أجل الحياة ومن أجل إدامة ظلمه وإرهابه.

بأي عقل يفكر هؤلاء، لو كان لديهم عقل، ألا يعلمون أن ما يقومون به جريمة يعاقب عليها القانون الوضعي الذي ارتضوا أن يعيشوا في كنفه، ولن نقول لهم أن الله من سبع سموات حرم القتل تحريما قاطعا، وتوعد مرتكبه بأشد العقوبات في الدنيا والآخرة.

ألا تستحق الطبقة العاملة في قطاع غزة خاصة، وفي فلسطين عامة إلى من يساندها ويكرمها على صمودها، وتحملها وصبرها أمام العدو وحصاره، ألا يستحق هؤلاء أن تمد لهم يد العون والمساعدة،  لا يد القتل والغدر من قبل ما نسميهم أشقاء وإخوان في العروبة والدين.

ما أحزنني ما سمعته من أحد شهود العيان أن جنود الشقيقة مصر داسوا جثامين العمال بأقدامهم، أو قلبوهم بأرجلهم ليتأكدوا من موتهم  بعد أن رشوا النفق بالغاز، ونزلوا إليه وهم يرتدون الكمامات الواقية، وهذا يدلل على أنهم يعلمون أن هذا الغاز قاتل، قاتلهم الله.

شيء آخر يدمي القلب أن هؤلاء العمال كانوا يعملون على إدخال شحنة من الأرز القوت اليومي لسكان القطاع المحاصر، لان المواد الغذائية هي غالبية ما يدخل عبر هذه الأنفاق التي اضطر إليها الشعب الفلسطيني بعد حصار العدو والصديق والشقيق مع الأسف.

ألا تتقوا الله فينا، وفي عمالنا، وأطفالنا، ألا يكفينا ما نلاقيه من عدونا، حتى تدفعوا بالموت نحونا يا من نحسبكم أهلنا وامتدادنا التاريخي والجغرافي والديني، إلى هذه الدرجة وصلت بكم الأحوال، لماذا يا مصر الشقيقة كل هذا؟، أ من أجل رضا يهود، أو من أجل رضا أمريكا، أو من أجل غرور أصابكم، ووهن اعتراكم؟ ، قاتل الله القتلة، وأذاقهم الموت كما يذيقونه لعمال فلسطين وشعبها، ورحم الله عمالنا الذين قتلوا عمدا ومع سبق الإصرار والترصد، وكل عام وعمال فلسطين بخير وعافية.

البث المباشر