غزة _ رائد أبو جراد
ينظر تاجر الملابس الغزي أبو محمد لبضاعته التالفة بسبب سوء التخزين، من الملابس المحتجزة بعد أن وصلته مؤخراً من ميناء أسدود الصهيوني بحزن شديد، خاصة أنه كان يدفع شهرياً أجرة تخزينها وحفظها جيداً بعيداً عن مياه الأمطار والرطوبة.
وسمحت قوات الاحتلال الاسرائيلي مؤخراً بدخول 130 شاحنة محملة بأصناف من الاحذية والملابس عبر معبر كرم ابو سالم جنوب القطاع كانت محتجزة في الموانئ الصهيونية لعدة أعوام.
ينتظرها بشغف
وأخذ أبو محمد يضرب كفاً بكف وهو يتحسر على بضاعته التي انتظرها بشغف طيلة الأعوام الثلاثة الماضية قائلاً: كنت أوقع أن تعود لي كامل البضاعة سليمة، لكنها ذهبت عالفاضي"، لافتاً إلى أنه كان يدفع شهرياً أكثر من 600 شيكل للحفاظ على بضاعته المحتجزة في الميناء الصهيوني.
يشار إلى أن عددا من التجار الغزيين تكبدوا خسائر فادحة عقب استلامهم بضائعهم التالفة نتيجة سوء التخزين في الموانئ الصهيونية ومخازن التجار في الكيان، وسمحت "إسرائيل" في الأسابيع الماضية بدخول صنفي الملابس والأحذية لقطاع غزة دون السماح بإدخال أصناف أخرى محظورة.
أما أبو ناهض عجور تاجر أدوات منزلية فقال من أمام محله في سوق الزاوية أنه ارسل شحنة من الورود الصناعية لتاجر في الضفة المحتلة بعد أن طالت مدة احتجازها لدى الاحتلال، إلا أن التاجر الفلسطيني أخبره هاتفيا بأن البضاعة تالفة، وأضاف بحسرة أنه دفع أجرة ارضية أضعاف ثمنها الاصلي الذي استورده بها.
فيما يشعر المواطن عثمان الريس بالإحباط بعد تركه قبل عامين مهنته الأصلية: بيع عدد ولوازم الخراطة التي أصبحت ممنوعة من الدخول للقطاع نتيجة لإغلاق المعابر والحصار المفروض للعام الرابع على التوالي لتتحول مهنته لبائع مواد تنظيف في محل يمتلكه وسط سوق الزاوية بغزة.
وينتظر الستيني الريس كغيره من التجار الغزيين دخول بضائعهم المحجوزة في الموانئ الصهيونية للعام الثالث على التوالي، مبيناً أنه اضطر لبيع مواد التنظيف بسبب وقف إدخال العدد والآلات اللازمة لتشغيل ورش الخراطة التي كانت تمثل مصدر الدخل الوحيد له في السابق.
ويضيف:" منع الاحتلال إدخال أدوات الخراطة لتشغيل الورش واستهداف المخارط كله أثر علينا، وحتى اللحظة هناك أدوات كثيرة لا يسمح الاحتلال بإدخالها في ظل الحصار.
لاتهامات عدة
من جانبه، أكد رائد فتوح مسؤول لجنة تنسيق دخول البضائع أن الاحتلال يمنع دخول عدة اصناف ما زالت محتجزة في الموانئ الاسرائيلية، لافتاً إلى أن تلك الموانئ فارغة الان من عدة أصناف كالملابس والأحذية وبقاء اصناف اخرى كالأدوات المنزلية في انتظار السماح لها بالدخول.
وأشار فتوح في حديثه لـ"الرسالة" إلى أن 10 شاحنات من أصل 130 شاحنة محملة بالبضائع دخلت للقطاع كانت شحناتها تالفة، موضحاً أن البضائع المحتجزة في الموانئ الاسرائيلية معرضة للتلف نتيجة سوء التخزين رغم دفع التجار الفلسطينيين أموالاً طائلة لضمان تخزينها إلى حين إنهاء الحصار أو سماح الاحتلال بإدخال كميات منها لغزة.