توصل الموفد الإيراني والمعارضة السورية المسلحة إلى اتفاق بشأن مصير قريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، ومدينة الزبداني الحدودية مع لبنان، برعاية الأمم المتحدة.
واتفقا الجانبين على جميع البنود الرئيسية ويجري العمل الآن على ترتيب الخطوات اللوجستية والتفاصيل المرتبطة بإخراج الجرحى من مدينة الزبداني، وكذلك من بلدتي كفريا والفوعة آخر معقلين للنظام في إدلب وذلك اعتبارا من اليوم الجمعة.
وبعد خروج الجرحى سينطلق تنفيذ الاتفاق، الذي يتضمن هدنة لستة أشهر، على مرحلتين، يتم في الأولى انسحاب مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم باتجاه إدلب وتدمير السلاح الثقيل في الزبداني مقابل خروج أغلبية المدنيين من الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية الموالية للنظام.
أما في المرحلة الثانية فيتم إخلاء ما تبقى من مدنيين ومسلحين في الفوعة وكفريا مقابل خروج مقاتلي المعارضة في مضايا ووادي بردى، ويرتبط تنفيذ المرحلة الثانية بنجاح المرحلة الأولى.
وقد أكد مصدر في الأمم المتحدة للجزيرة تحقيق تطورات هامة وإيجابية في المحادثات التي نظمتها المنظمة بشأن أوضاع قرى الفوعة وكفريا والزبداني.
وقالت مصادر إنه خلال فترة الاتفاق لن يتم تبادل إطلاق النار أو شن غارات جوية، وإن مكتب الأمم المتحدة في دمشق سيشرف على تطبيق الاتفاق.
وأكد القاضي العام في جيش الفتح الشيخ عبد الله المحيسني للجزيرة أن أبرز ما تم الاتفاق عليه هو خروج المدنيين ومقاتلي المعارضة من الزبداني بسلاحهم, في حين يخرج المدنيون والمقاتلون بلا سلاح من كفريا والفوعة، إضافة إلى الإفراج عن خمسمئة معتقل لدى قوات النظام.
وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن مصادر في حركة أحرار الشام السورية المعارضة كشفت لها مساء أمس أن الهدنة المذكورة تتضمن إخراج عشرة آلاف من الأطفال والنساء والمسنين من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام شمالي محافظة إدلب، مقابل خروج من شاء من مقاتلي المعارضة من منطقة الزبداني شمال غربي العاصمة دمشق، بالإضافة إلى إطلاق سراح ألف معتقل و500 معتقلة من سجون النظام السوري.
وأضافت المصادر أن الهدنة تشمل بلدات الفوعة وكفريا وبنش وتفتناز وطعوم ومعرة مصرين ورام حمدان وزردنا وشلخ في محافظة إدلب، إضافة إلى مناطق مضايا وبقين وسرغايا بريف دمشق والقطع العسكرية المحيطة بها.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن التوصل لهذا الاتفاق تم خلال محادثات تدعمها إيران التي تساند الحكومة السورية وتركيا التي تؤيد المعارضة. ومن شأن سريان وقف لإطلاق نار في المناطق المتفق عليها توفير فرصة نادرة لنجاح الوساطة الدبلوماسية الأجنبية في الصراع المستعصي.