قائمة الموقع

أهالي الأسرى بالعيد .. قلوب تحترق بلوعة الفراق

2015-09-27T13:48:41+03:00
أطفال يزوزون آباءهم في السجون
الرسالة نت – أحمد أبو قمر

لا تتعدى أيام العيد عند ذوى الأسرى سوى مزيد من الحرقة للأمهات والآباء على فلذات أكبادهم وهم يعانون ظروفا هي الأشد، حيث يعيش أهالي الأسرى العيد بالبكاء والدموع وتمتلئ صدورهم حسرة وألما على فراق أبنائهم.

كما ويشعر الأسير بالوحشة والغربة والحنين في العيد، فأحد الأسرى يقضي عيده الستين في سجون الاحتلال متنقلًا بين خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف وتحقيق، وآخر يعاني مرارة الفراق منذ ربع قرن أو يزيد، لم يتذوق خلالها معايدة أولاده وأمه وزوجته وأهله ومحبيه، وآخر قضى خمسة عشر عيداً بعيدًا عن والدته التي رحلت قبل أشهر دون أن يراها.

ومن الأسرى الذي يقضي العيد الأول له في السجون، يسترجع خلاله الذكريات القريبة من معايدة أهله جيرانه.

ويقبع قرابة 6000 آلاف أسير في سجون الاحتلال، بينهم 205 أطفال و25 امرأة، اضافة إلى عشرات الحالات المرضية، بينها حالات صعبة لا توفر سلطات الاحتلال الحد الأدنى من العلاج اللازم لها.

وأكد عدد من أهالي الأسرى أنهم لا يشعرون ببهجة العيد في ظل غياب أبنائهم في السجون بلا زيارات أو رسائل منهم تهدئ من اشتياقهم.

عيد ممزوج بالفراق

واعتادت والدة الأسير عوض خالد أن تتلقى مكالمة لا تتجاوز مدتها نصف دقيقة من فلذة كبدها ليلة كل عيد، لتتلقى كلمات من ابنها تقلّب مواجعها وتزيد من وجعها على فراق ابنها كل عيد.

وقال عوض لوالدته: "كل عام وأنتم بخير حبيبتي، أتمنى أن تكوني بصحة وعافية، أسأل  الله أن يتقبل منكم الطاعات، عسى أن يكون لقاؤنا قريب، ادعي لي ولرفاقي الأسرى".

كلمات متلعثمة ممزوجة بالحرمان خرجت من فم الأسير عوض الذي أخبر والدته بأنه مضطر لإنهاء المكالمة المكوكية لتخوّفه من كشف إدارة السجون وجود هاتف بحوزته.

كلمات عوض الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة ثمانية عشر عامًا، كانت كفيلة بأن تكشف عن أوضاع والدته التي تعاني الحرمان على مدار ثمانية سنوات.

وبدوره، أفاد أسرى في سجن "إيشل" أن إدارة مصلحة السجون منعت الأسرى من التزاور بين الغرف لتبادل تهاني العيد، وحرمتهم من الفرحة ونغّصت عليهم.

وقال أسير -رفض ذكر اسمه-: "تهيأنا كالعادة في أول يوم بالعيد لزيارة زملائنا في الغرف الأخرى لتهنئتهم، إلا أننا فوجئنا بمنع الإدارة ضمن سياسة الاحتلال التي تتعمد التضييق والتنغيص على الأسرى خلال المناسبات السعيدة".

ويشتكي 600 أسير في سجن "إيشل" في الآونة الأخيرة من سياسة الاحتلال التعسفية بحقهم، المتمثلة بحرمانهم من أبسط الحقوق المشروعة، واكتظاظ الغرف والأقسام، وكذلك ارتفاع عدد المرضى في السجن لأكثر من 200 أسير بينهم حالات مرضية مزمنة.

رحلة الحنين

في حين، دعا الباحث في شؤون الأسرى رياض الأشقر، المؤسسات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر إلى التدخل والضغط على الاحتلال لوقف الإجراءات التعسفية التي نزعت فرحة الأسرى بالعيد.

وقال الأشقر: "سلطات الاحتلال في مثل هذه المناسبات تحاول التضييق على الأسرى لنزع فرحتهم بالعيد، ومن التضييقات، منع التزاور بين الغرف والأقسام المختلفة للتهنئة بالعيد، والقيام بحملة تنقلات بين السجون حتى تنزع فرحة العيد".

وأكد أن إدارة السجون تتعمد عزل بعض الأسرى في الزنازين الانفرادية، وتمنع آخرين في بعض السجون من تأدية شعائر العيد بشكل جماعي، وخاصة صلاة العيد والتكبير".

المختص في شؤون الأسرى فؤاد الخفش ذكر أن أهالي الأسرى يفتقدون أبناءهم دائمًا ويحنّون إليهم مع حلول كل عيد.

وقال الخفش إن رحلة الأسرى في الحنين إلى الأهالي تبدأ قبل العيد بليال، مؤكدًا أن العديد منهم يذرفون الدموع اشتياقًا لأبنائهم ووالديهم وذويهم.

وأشار إلى أن نفسية الأسير تزداد سوءًا بقضائه العيد بعيدًا عن أهله، وخصوصًا ذوي المحكومات العالية؛ وفق الخفش.

وذكر أن الأسرى يجتمعون في "الفورا" صباح أول أيام العيد ليصلوا صلاة العيد ويتبادلوا التهاني والتبريكات ويوزّعوا الحلوى على بعضهم، لافتًا إلى أنهم يحاولوا جاهدين إدخال الفرحة والسرور على بعضهم من خلال صناعتهم المعجنات من الخبز والأشياء البسيطة المتوفرة لديهم.

وتذمر الخفش من سياسات "ادارة مصلحة السجون" التعسفيّة التي ترفض تقديم تسهيلات للأسرى من زيارات وخروج "للفورا" وقت أطول وإدخال مواد لازمة لعمل المعجنات والكعك خلال العيد.

اخبار ذات صلة