قائمة الموقع

في يوم الأسير.. قلوب تحترق بلوعة الفراق

2011-04-18T06:04:00+03:00

غزة - الرسالة نت

يقفن على جمر الانتظار بصمت، بعدما عجزت كل الكلمات أن تعبر عما يجيش في صدورهن, فيختزن في أفئدتهن كل الحب والشوق واللهفة لرؤية أبنائهن الذين غيبتهم سجون الاحتلال لسنوات طويلة، مرت بثقل وحرقت قلوبهن بلوعة الفراق. ففي يوم الأسير تقف الأمهات كالجياد الاصيلة الصابرة، مستذكرات أحزانهن اللاتي أصبحن بها كالملامح الثابتة وقلوبهن تنبض بأمل اللقاء، لاسيما أن الاحتلال يمنعهن منذ سنوات من زيارة أبنائهن.

وتعود أمهات الأسرى الفلسطينيين بذاكرتهن في الـ17 من نيسان لكل عام، إلى اللحظات التي اختطف فيها الاحتلال الإسرائيلي أبناءهن من بين أحضانهن، وسط ترقب وشوق للحظات الإفراج التي ما زالت حلما جميلا يأملن بأن يتحقق، بعد صفقة للأسرى ما زالت معلقة بسبب التعنت الإسرائيلي.

وبالرغم من تزايد أعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، لكن العالم يتجاهل قضيتهم العادلة وحقوقهم المسلوبة بالحرية, وفي مقابل ذلك ينادي المجتمع الدولي باستمرار بضرورة تحرير الجندي الأسير جلعاد شاليط من أيدي المقاومة، متجاهلين آلاف الأسرى ومئات الأطفال الذين سلبتهم "إسرائيل" حريتهم وطفولتهم وغيبتهم في سجونها.

ومع كل الوساطات الكثيرة والضغوط الدولية.. تبدو فصائل المقاومة الفلسطينية الآسرة لشاليط متمسكة بمطالبها كاملة مقابل الإفراج عن جلعاد, حيث أكدت أن شاليط لن ينعم بالحرية حتى ينعم بها الأسرى الفلسطينيون، وهو ما قوبل بتعنت من الحكومة الصهيونية المتطرفة والتي أفشلت الصفقة أكثر من مرة.

وقد أدى الجمود الذي تعيشه صفقة التبادل إلى تفاقم معاناة عائلات الأسرى الذين كانوا يأملون في انفراج قريب, لكنهم في نفس الوقت يحمّلون الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا الجمود بسبب تعنتها وعدم رضوخها للضغوط الداخلية والخارجية, والتي كان آخرها استقالة المسؤول الإسرائيلي عن عملية التفاوض من أجل الإفراج عن شاليط "هداس حغاي" من منصبه؛ لسبب تأخر الصفقة وتردد نتنياهو في إتمامها.

ويطالب أهالي الاسرى باستمرار بتكثيف الجهود من أجل الإفراج عن أبنائهم وتحسين أوضاعهم الإنسانية الصعبة التي يعانون منها في السجون، والتي دفعتهم مؤخرا إلى اللجوء للإضراب عن الطعام للضغط على إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية لتحسين أوضاعهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية، والسماح لذويهم بزيارتهم.

ويحيي الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هذا اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير في الثورة الفلسطينية (محمود بكر حجازي) لأول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في العام 1974م.

وتعتبر قضية الأسرى من القضايا الأكثر حساسية لدى الشعب الفلسطيني، حيث دخل قرابة خُمس الشعب الفلسطيني السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي, ويقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 بـ(800.000)؛ أي أن أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني دخلوا سجون الاحتلال لفترات وطرق مختلفة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00