الناصرة- الرسالة نت
أعربت مصادر إسرائيلية رسمية حسبما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية عن قلقها من التردي المستمر لعلاقات إسرائيل مع دول أوروبية مركزية.
وتضم لائحة هذه الدول، إيطاليا، التي تعتبر إسرائيل رئيس حكومتها سلفيو برلسكوني الصديق الأوروبي الأبرز، كما أن بريطانيا تواصل منع دخول ممثل جهاز الموساد إلى سفارة إسرائيل في لندن.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنه في الأبحاث الداخلية في الاتحاد الأوروبي، تسعى جهات أوروبية كبرى إلى ربط التقدم في العملية التفاوضية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بمسألة رفع مستوى العلاقات بين الاتحاد وإسرائيل.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الأزمة السياسية التي ظهرت بين إسرائيل والإدارة الأميركية شجعت دولا أوروبية على زيادة الضغط على إسرائيل، وأن الشعور السائد في المؤسسة الإسرائيلية هو أن الأوروبيين "يصفقون بمتعة" وهم يتابعون الأزمة بين تل أبيب وواشنطن.
وقال مصدر إسرائيلي، "إن الأوروبيين لا يفهمون أن الأزمة مع الولايات المتحدة لا تدل على أزمة عميقة بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي".
وأضافت المصادر ذاتها أن الأوروبيين يعتقدون أن حكومة بنيامين نتنياهو ليست جيدة، ولهذا فإنهم يرغبون في رؤية حكم بديل في إسرائيل، وهو أمر غير شرعي إطلاقا.
وجاءت هذه التقديرات، على ضوء رسائل بثتها إيطاليا للحكومة الإسرائيلية مفادها أن الحكومة الإيطالية لا تستطيع الاستمرار في تقديم الدعم المباشر من دون شروط للسياسة الإسرائيلية، وهذا ما زاد من "قلق إسرائيل" كون أن إسرائيل تعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني هو الأكثر صداقة وإخلاصا لإسرائيل في أوروبا الغربية.
وتقدر أوساط إسرائيلية أن وراء التغير في توجهات ايطاليا، هو أن الأخيرة باتت تشعر أنها تقوم بدور "الوزة القبيحة" في الاتحاد الأوروبي، لأنها الوحيدة التي تحاول تلطيف القرارات الأوروبية تجاه إسرائيل، وحتى ضم إسرائيل كعضو كامل في الاتحاد الأوروبي، كما دعا مؤخرا برلسكوني.
وقالت الرسائل الإيطالية لحكومة نتنياهو، إنها لن تؤيد استمرار الاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، وبهذا تكون إيطاليا، حسب المصادر الإسرائيلية، قد انضمت إلى الدول التي تطالب إسرائيل بتجميد الاستيطان.
من جهة أخرى، فإن الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وبريطانيا، التي نشبت على خلفية جريمة اغتيال القيادي الفلسطيني من حركة حماس محمود المبحوح في دبي، وما تخلل الجريمة من تزوير لجوازات سفر بريطانية، ما تزال مستمرة، وأن بريطانيا ترفض حتى الآن، ضم ممثل لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" إلى طاقم السفارة الإسرائيلية في لندن، مكان الذي تم طرده قبل شهر ونصف الشهر.
وقالت جهات إسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن بريطانيا تشترط دخول ممثل الموساد إلى السفارة، بالتزام إسرائيل الرسمي بعدم تكرار تزييف جوازات سفر بريطانية، في حين أن إسرائيل ما تزال ترفض التوقيع على وثيقة كهذه، كون هذا يعني اعترافا رسميا بأنها بالفعل زوّرت جوازات سفر بريطانيا سابقا.
وقالت الصحيفة، إن قادة الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية قلقون من جمود العلاقات الاستخباراتية مع بريطانيا، والتقديرات في إسرائيل، تقول إن هذه الأزمة إذا كانت قابلة للحل، فإنها لن تكون إلا بعد ظهور نتائج الانتخابات في بريطانيا.
وتعتبر إسرائيل أن نتائج الانتخابات التشريعية البريطانية ستنعكس على مستوى العلاقات الدبلوماسية عامة بينها وبين المملكة المتحدة، وحسب إسرائيل، فإنه إذا كان الحزب الليبرالي الديمقراطي مركّبا عاما في الحكومة البريطانية المقبلة، فإن هذا سينعكس سوءا على العلاقات مع إسرائيل، وهذا لأن قادة في هذا الحزب يؤيدون مقاطعة إسرائيل، وينتقدون بشكل دائم سياسة الحرب والاحتلال الإسرائيلية.