مقال: أمضوا ولا تلتفتوا إلى كيري وكي مون

مصطفى الصواف

إنهم يهرعون إلى المنطقة بعد أن بدأ هذا الكيان الغاصب بالصراخ بحثا عن أمن أفقدته له سكين وحجر رغم أنه مدجج بكل أنواع السلاح القاتل ، هذا السلاح في يد كل أفراد المجتمع الصهيوني حيث يشير الإعلام الصهيوني إلى أن نسبة الإقبال على شراء السلاح ارتفعت إلى 5000% عما كانت عليه قبل انتفاضة القدس.

وصل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بشكل مفاجئ إلى فلسطين المحتلة من عام 48 والتقى بنيامين نتنياهو من أجل التباحث حول التدهور الأمني الذي حول الحياة في الكيان إلى جحيم لا يطاق حتى خلت الشوارع مما كانت تعج به من مستوطنين خوفا ورعبا من أن تطالهم ثورة شعب يريد التخلص من الاحتلال الجاثم على أرضه مما يزيد عن 67 عاما مارس فيه كل إشكال الإرهاب والقتل ومازال يمارسه بحق أبناء الشعب الفلسطيني دون أن يحرك ذلك بان كي مون ومن سبقه في العمل على إنهاء الاحتلال المعاناة.

اليوم بان كي مون وسيلحقه لاحقا جون كيري وزير الخارجية الأمريكي يصفان دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم أمام عمليات القتل والحرق ومصادرة الأراضي وعربدة المستوطنين وعمليات سرقة كل ما يخص الشعب الفلسطيني وتدنيس مقدساته ومحاولة تقاسمها مع أصحابها الشرعيين، هذا الدفاع عن النفس من قبل شعب اعزل عار من أي سلاح  يصفها كي مون بأنها أعمال حاقدة، أي أنها ناتجة عن حقد دفين لدى الفلسطينيين ضد الصهاينة وأغمض عينيه عن جرائم الاحتلال وإرهابه والتي كان نتيجتها يوم الثلاثاء الماضي ، اليوم الذي حل فيه كي مون ، خمسة شهداء تم إعدامهم بدم بارد مع سبق الإصرار والترصد منهم طفلان في مدينة الخليل ثم إعدامهم على يد المستوطنين ثم لا يريد كي مون من الفلسطينيين أن يدافعوا عن أنفسهم ويصف عمليات الدفاع عن النفس بأنها أعمال حاقدة.

بان كي مون ومن بعده كيري سيكون جل همهم هو إعادة الأمن المفقود إلى الكيان الصهيوني الذي أفقدته له ثورة السكاكين وهم يريدون أن يقطعوا الطريق على ثورة شعب يريد التخلص من الاحتلال، فبدلا من البحث في أسباب ما يجري ومعالجتها من خلال وقف الإرهاب الصهيوني وإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية هم يريدون العمل على وأد هذه الانتفاضة من خلال الضغط على الشعب الفلسطيني.

بان كي مون من المفترض أن يلتقي بمحمود عباس بعد لقاء نتنياهو كي يحثه على العمل على وقف هذه الانتفاضة التي تهدف إلى الدفاع عن النفس ووقف إرهاب الاحتلال ومستوطنيه ، فهل سيستحضر عباس جرائمهم ضد محمد أبو خضير وعائلة دوابشة وعمليات الإعدام الميدانية أمام كي مون ويطلب منه بدلا من المساواة بين الضحية والجلاد وبدلا من وصف الدفاع عن النفس بأنه عمليات حاقدة أن يدين الإرهاب الصهيوني وجرائمه ويطالب بإنهاء احتلال الأرض الفلسطينية حتى يقرر الفلسطينيون مصيرهم وفق قرارات الأمم المتحدة التي يؤمن بها عباس بأنها طريق للحل على الأقل.

الشعب الفلسطيني ماض في ثورته، هذه الثورة المتجددة وإن حاول هذا المجتمع الدولي الظالم والمنحاز للعدو الصهيوني من التأثير والضغط على محمود عباس من أجل التدخل وقد ينجح هؤلاء من وأد هذه الثورة، فلا يعني أن الفلسطينيين سيهدأوا ويسلموا بالأمر الواقع بل ستتواصل ثورتهم حتى يزيلوا هذا الاحتلال ويقيموا دولتهم على كامل التراب .

دعوتنا إلى الاستمرار بهذه الثورة وتطويرها وتطوير أدواتها والعمل على وصولها لكل شبر من فلسطين المحتلة وان لا يستسلم المنتفضون في وجه الاحتلال لمحاولات الغرب والشرق لإخماد ثورتهم حتى يتحقق الأمن والآمان للصهاينة ليعودوا يفسدون في الأرض ويمارسون إرهابهم بطمأنينة وهدوء.

البث المباشر