انتقدت صحف إسرائيلية ما اعتبرته تهاونا لدى جنود الجيش الإسرائيلي في مواجهة عمليات الطعن التي ينفذها فلسطينيون مؤخرا في مناطق بالضفة الغربية والقدس المحتلة، واصفة هذا الهروب بالمخجل، كما ذهبت صحيفة أخرى إلى القول إن الشبان الفلسطينيين يتعرضون لموجة تحريض من أطراف فلسطينية لتنفيذ هجماتهم.
وتحدث المراسل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور عما أسماها الآثار السلبية لعملية بئر السبع على الجيش الإسرائيلي من زاويتين، الأولى حادثة قتل المواطن الإريتري من قبل إسرائيليين لمجرد الاشتباه في تنفيذه عملية معادية، واتضح في النهاية أنه بريء منها.
واعتبر ليمور أن "أعداء إسرائيل استغلوا هذه الحادثة لترديد مزاعم بأنها تنفذ أحكام إعدام ميدانية بحق أبرياء من دون محاكمة قانونية، والدليل على ذلك أن جنودا بالزي الرسمي كانوا موجودين أمام الكاميرات، وبثت جميع قنوات التلفزة هذه الحادثة".
أما الزاوية الثانية التي تحدث عنها المراسل، فهي مشاهد هروب الجنود الإسرائيليين من ساحة عملية بئر السبع، رغم أن الصور أظهرت وجود عدد لا بأس به من الجنود النظاميين والمسلحين، وبعضهم كما اتضح من ملابسهم في الصور يخدمون في وحدات قتالية، قائلا إن "هذه الحادثة تعتبر أمرا مخجلا في تاريخ الجيش الإسرائيلي".
واعتبر الكاتب أن من يتحمل مسؤولية هذا السلوك المخجل من الجنود الإسرائيليين هو المجتمع الإسرائيلي الذي حوّل الجنود العسكريين المقاتلين إلى "أولاد"، لأنه يعتقد أن حياة الجنود العسكريين أغلى من حياة الإسرائيليين المدنيين، حسب رأيه.
وفي مقال له بصحيفة معاريف، أفاد مدير مركز تطوير العلاقات الإسرائيلية الأوروبية ماتان آشر بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية لا تفهم القارة الأوروبية جيداً، متسائلا كيف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تنتج رواية سيئة ومليئة بالأخطاء المهنية والصحفية، وفي النهاية لا تنجح في تسويق رواية الدولة لما يحصل من أحداث دامية مع الفلسطينيين.
وأقر آشر بأنه في ظل المعركة التي تخوضها إسرائيل حالياً ضد الفلسطينيين تبدو وزارة الخارجية ووسائل الإعلام الإسرائيلية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بحشد الرأي العام الأوروبي خلفها، وترويج روايتها السياسية للأحداث، في ضوء النتائج المخيبة للآمال التي تسفر عنها استطلاعات الرأي بالنسبة لإسرائيل.
موجة تحريض
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت، قال منسق شؤون الأراضي الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية اللواء يوآف مردخاي إن الشبان الفلسطينيين يتعرضون لموجة تحريض من أطراف فلسطينية عدة تتسبب في ذهابهم لتنفيذ عمليات مسلحة ضد الإسرائيليين، زاعما أن الحجارة تقتل إسرائيليين، والكلمات المحرضة لها تأثير أكثر من السيف، وهناك عملية غسيل دماغ للفتيان والشبان الفلسطينيين في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى.
وأضاف أن الوقت ليس متأخرا لوقف التدهور الأمني الحاصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مطالبا السلطة الفلسطينية بالخروج إلى الجمهور الفلسطيني، والحديث معه بصوت هادئ بأن الحجارة والسكاكين والعنف وسائل غير مقبولة، والتفريق بين المواطنين الفلسطينيين وأولئك المتسببين بأعمال العنف وتنفيذ العمليات، لأن الوضع القائم في المسجد الأقصى سيبقى كما هو ولن يتغير في المستقبل، كما يشيع ذلك بعض الفلسطينيين.
واتهم مردخاي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستغلال الوضع الأمني المتدهور لتنفيذ مزيد من العمليات، والتسبب بإشاعة أجواء من عدم الاستقرار للسلطة الفلسطينية، وهو ما يتطلب من قيادة السلطة التوقف عن تصعيد الوضع، لأن الاستقرار الأمني الذي عاشته الضفة الغربية في السنوات الأخيرة يجب أن يستمر ويتوسع، حسب رأيه.
تصنيف حماس
من جهتها تطرقت صحيفة "إسرائيل اليوم" لمشروع قانون إسرائيلي لتصنيف الجمعيات الداعمة لحماس بأنها "إرهابية" أجرته لجنة القانون والتشريع في الكنيست الإسرائيلي، حيث تقدم ممثل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بتقرير كشف من خلاله أن المنظمات الفلسطينية المسلحة تقف خلفها شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية الإغاثية التي تجند لها مبالغ مالية كبيرة من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف ممثل الشاباك أن هناك مراحل متتالية مطلوبة لمواجهة هذه الموجة من العمليات الدامية ضد الإسرائيليين، أولاها أن تعلن حماس حركة إرهابية، والمرحلة الثانية أن هناك العشرات من المنظمات والمؤسسات الداعمة لحماس والحركة الإسلامية داخل إسرائيل تعمل على إدخال مبالغ مالية هائلة إلى المناطق الفلسطينية، ويجب الإعلان أنها "جهات إرهابية".
وعن المرحلة الثالثة طالب بوصف الأعمال المعادية على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بأنها جهات داعمة للإرهاب، وهو الأمر الذي يجب أن تقوم به إسرائيل أسوة بالعشرات من دول العالم التي تحارب ظاهرة "السلفية الجهادية" من خلال هذه المراحل الثلاث.
الجزيرة نت