القدس – الرسالة نت
في وقت بدا فيه رئيس سلطة فتح محمود عباس واثقا من الحصول على موافقة اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح" اللتين تجتمعان اليوم، للبدء في بحث مسألة المفاوضات غير المباشرة، تعكس مواقف بعض فصائل المنظمة موقفا مغايرا.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مسؤولين فلسطينيين قولهم أن عباس سيجد صعوبة في تمرير القرار في المنظمة، لأن فصائل رئيسة في المنظمة تعارض العودة إلى المفاوضات.
وفي المرة الأولى التي اتخذ فيها القرار واجه عباس صعوبات، لكنه تغلب على الأمر من خلال إقناع أعضاء "التنفيذية" أن السلطة ستخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة لمدة 4 أشهر فقط، وليس مع إسرائيل، وأنه شخصيا غير مقتنع بالوصول إلى نتائج. أما هذه المرة فتبدو المهمة أصعب، وإن كان عباس سينجح أخيرا.
وقال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عضو اللجنة التنفيذية عبد الرحيم ملوح، "هناك غالبية كبيرة ضد الذهاب إلى مفاوضات".
ووصف ملوح في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" الوعود المقدمة من قبل الإدارة الأميركية بأنها شفوية، وقال: "الحديث عن أن إسرائيل لن تقوم باستفزازات فضفاض، وله أكثر من وجه"، معتبرا أن الذهاب للمفاوضات تمرير للسياسة الأميركية في المنطقة وتغطية على السياسية الإسرائيلية.
ويخشى ملوح من أن يلقي قرار الدول العربية "بظلاله على مواقف البعض، وإن كان ذلك غير مبرر في كل الأحوال للموافقة على الذهاب إلى مفاوضات بعد 18 عاما من الفشل وعدم الوصول إلى نتائج حسب ما قال المتحمسون لهذه المفاوضات".
وعلمت "الشرق الأوسط" أن عضو اللجنة التنفيذية أحمد قريع يقود تيارا يرفع شعار "القدس أولا" وسيصوت ضد المفاوضات.وقالت مصادر مقربة منه سيقول غدا (اليوم) ومعه فصائل ومستقلون، لا للذهاب إلى مفاوضات، وسيخبر التنفيذية أنه طالما لا نية لمناقشة مسألة القدس أولا فلا جدوى من المفاوضات».
وثمة خلاف واضح حول كيفية بدء المفاوضات، ويقول الإسرائيليون إنها ستبدأ بالقضايا الأمنية وقضية المياه، وتريد السلطة أن تبدأ بقضية المستوطنات والحدود.
وسيحاول ميتشل إيجاد أفكار خلاقة للقضايا محل الخلاف بين الجانبين، وسيعود ميتشل للقاء أبو مازن اليوم مساء أو غدا صباحا لتلقي الرد الفلسطيني.
إلى ذلك، ذكرت تقديرات إسرائيلية أن مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل سيعلن رسميا انطلاق المفاوضات غير المباشرة غدا.وكان ميتشل قد أنهى القسم الأول من محادثاته في إسرائيل، أمس، بلقاءين قيل إنهما صوريان مع كل من الرئيس شمعون بيريز ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
في الوقت ذاته، تدير الحكومة الإسرائيلية رسميا حملة عالمية ضد السلطة وإظهارها غير صالحة كشريك مخلص في عملية السلام.
وكشف النقاب عن خطة وضعتها عدة تنظيمات استيطانية تستهدف إفشال المفاوضات بعمليات تخريب متعددة ضد الفلسطينيين من جهة وضد الفنادق الإسرائيلية التي ستستضيف المفاوضات في المستقبل.
وبادرت إلى هذه الخطة حركة "أرض إسرائيل خاصتنا" التي تضم عناصر غلاة اليمين المتطرف ولا تؤمن بسلام مع الفلسطينيين وترفض فكرة الدولة الفلسطينية، وسبق أن اشتبه في قادتها ايتان بن جبير وباروخ مارزل وغيرهما بتخطيط ومحاولة تنفيذ عمليات إرهاب ضد الفلسطينيين.
ودعت كل من يناصرها للانضمام لمشروعها الجديد الهادف إلى التشويش على المفاوضات. وشكلت "غرفة عمليات".
ومع أنها لا تكشف عن كل خططها، إلا أن المذكرة التي أعدتها، اعتبرت المفاوضات "عملا خطيرا يهدف لإقامة دولة إرهاب عاصمتها القدس وطرد عشرات الآلاف (المستوطنين) من بيوتهم ومواصلة الانسحابات والاستسلام، وهذه المرة بقيادة حكومة يمين برئاسة نتنياهو وليبرمان".
ودعت إلى إفشال المفاوضات بالعنف "تجري المفاوضات عادة في الفنادق، نذهب إلى هناك، نتظاهر نحدث ضجيجا، وإذا جاءت الشرطة لا نهرب، بل نواجهها ونلهيها، في ما يتسلل بعضنا لأروقة الفندق ويدخلون الغرف ويفجرون جلسات المفاوضات". وخلصت إلى أنه "يجب أن يشعر أصحاب الفنادق بأن استضافة مفاوضات كهذه تخرب عليهم أكثر مما تجديهم نفعا".
وجاء في المذكرة أن ممثلي السلطة في المفاوضات هم "مجموعة إرهابيين يكرهون إسرائيل ولكنهم يرون في المفاوضات أملا لتدميرنا". ونشرت صور المفاوضين حتى يتعرف عليهم نشطاؤها، ما يوحي بأنهم لا يستبعدون إمكانية الاعتداء عليهم.