رفح – الرسالة نت
" عدلة وانس" فتاتان فلسطينيتان يصارعان المرض الفتاك في انتظار المجهول للتمكن من العلاج في الخارج ، عيون مشدوهه وقلوب محترقة ودموع بين الحين والأخر .. هذا هو حال هاتان الفتاتان اللتان يستمعان لنشرات الأخبار بشغف واهتمام .. علها تنقل خبر إعادة فتح معبر رفح في الفترة القريبة القادمة.
وتعيش عدلة عبدالله غنيم 42 عاماً وهي متزوجة من عائلة مطر وهي أم لستة أولاد وبنتين، في منزلها المتواضع في المنطقة الشرقية بالقرب من معبر رفح البري وهي تعانى من ورم في الدماغ قرب العين وهو قريب من شرايين المخ.
تقول عائلتها : الوقت يمر بطيئا ، وعدلة تموت ببطء في ظل عدم وجود علاج في قطاع غزة ونحن لا زلنا ننتظر إعادة فتح معبر رفح لسفر ابنتنا التي تصارع الموت على فراش المرض والغريب في الأمر أن معبر رفح لا يبعد عن بيتنا سوى مئات الأمتار فقط ولكننا لا نستطيع المغادرة .
وفي مشهد محزن ومؤلم يلتف أبناء الأم المريضة حولها وهم يشاهدونها تتأوه وتتألم أمام عيونهم الصغيرة ولسان حالهم يقول نريد ان تشفى ماما وتسافر للعلاج لتعود إلينا بصحة جيدة
وأضافت العائلة أن عملية سحب الورم الذي تعاني منه ابنتهم يتطلب كل ستة شهور لتعذر إجراء عملية جراحية لخطورتها على حياتها، لافتةً إلى أنه تم سفرها قبل ذلك للعلاج بالخارج وسحب الورم عدة مرات وقد أخذت الجرعات اللازمة دون جدوى.
وبينت عائلة غنيم أن ابنتهم "عدلة" تعانى الآن من كسر في العين، موضحةً أن عينها تبرز للخارج مع الورم مع وجود دوخة وإغماء مستمر وهي في حالة تزيد سوءاً يوماً بعد يوم وتحتاج إلى اهتمام وعلاج على أعلى مستوى لإنقاذ حياتها والتخفيف من معاناتها الدائمة.
وللعائلة معاناة أخرى وقصة مرض قد يكون اخطر مع ابنتهم الثانية " انس " حيث تواصل العائلة سرد قصتها مع المعاناة وتقول:" أما الحالة الثانية للعائلة فهي أخت الحالة الأولى واسمها أنس عبدالله غنيم 29 ربيعاً وأما سبب تسميتها بأنس وهو اسم مذكر فيعود لخطأ الداية والتي كتبت اسمها انس بدلا من إيناس وقد درج الاسم حتى الآن دون تصحيحه وتعانى "انس" منذ أربعة سنوات من مرض السرطان
وذكرت العائلة أن ابنتها الثانية تعاني من ورم مع خلط دائم للدم في البول وقد تم اخذ عدة عينات منها وهي عينات غير واضحة ولم يتم تشخيصها كما أنها تعانى من تنفخ في كافة أنحاء جسدها ولا تستطيع المشي لدرجة أن انتفاخ البطن يفوق الوصف ومعاناتها تزداد يوما بعد يوم وتحتاج لتدخل عاجل لإنقاذ حياتها.
وطالبت العائلة الجهات المختصة ومراكز حقوق الانسان بالعمل الجاد من اجل انقاذ حياة عدلة وانس وذلك بفتح معبر رفح للتمكن من السفر والعلاج .
بدورها أكدت هيئة المعابر والحدود أن معبر رفح مغلق من قبل الجانب المصري
وأوضحت انه فتح أبوابه في الأول إلى الخامس من الشهر قبل الماضي (مارس ) لمدة أربعة أيام فقط مشيرة انه لا يزال مغلقا منذ ما يزيد على 67 يوما على التوالي باستثناء فتح المعبر لمدة يومين أسبوعيا في اتجاه واحد وليس في كلا الاتجاهين وهي يومي الأربعاء والخميس لعودة المرضى والعالقين إلى ارض الوطن .
ولا زال آلاف الفلسطينيين المسجلين من مرضى وأصحاب أقامات وطلاب وغيرهم ينتظرون إعادة افتتاحه بفارغ الصبر .
وطالبت الهيئة بفتح معبر رفح لكي يتم التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر .وفي نفس السياق ارتفعت حصيلة شهداء الحصار المفروض على قطاع غزة للعام الرابع على التوالي لـ375 فلسطينياً قضوا بسبب منعهم من السفر لتلقي العلاج بالخارج وبسبب منع إدخال الأدوية اللازمة لعلاجهم.
وأكد وزارة الصحة بغزة أن المواطن أيمن الصفدي 43 عاماً من سكان مدينة غزة توفي نتيجة إصابته بمرض "السرطان" ولم يستطع السفر للعلاج بالخارج بسبب الحصار.
وطالبت بضرورة فتح المعابر ليتسنى للمرضى تلقي العلاج اللازم بالخارج.