قائمة الموقع

مقال: قناص الخليل وتداعيات التوسع

2015-11-09T06:22:28+02:00
بقلم: إبراهيم المدهون

من جديد قناص الخليل يضفي بصمته الخاصة بحرفية وهدوء وينسحب بسلام؛ فيخلف يوماً دامياً للاحتلال على حد وصف إعلاميه، وتأتي عودة القناص في إطار تطور انتفاضة القدس، فمِن رشق الحجارة مروراً بعمليات الدهس والطعن وصولاً لعمليات القنص التي جعلت من يراهن على أن هذه الانتفاضة موجة مؤقتة يخيب ظنه وتتبدد أوهامه ويستشعر بالخطورة والقلق على مصير استقرار الاحتلال في الضفة الغربية.

انتشار عمليات القنص في انتفاضة القدس سيميزها ويمنحها بعدا آخر أكثر قوة وأسرع نتائج، عشرة قناصين كفيلين بإرباك الساحة الإسرائيلية وتغيير المشهد لصالح اشعال الانتفاضة وتطورها، وتحريك سياسة الانسحابات من النقاط والشوارع، وتفكيك الحواجز والتراجع، مع العلم أن إطلاق النار والقنص عمل شعبي عفوي مركز غير منظم، ويدخل في إطار المقاومة الجماهيرية التي يشارك فيها الشعب، كل ما في الأمر أن الذي قرر تنفيذ عملية امتلك مسدسا أو بندقية او حتى قناصة، بعدما كان يمتلك مقلاعا وحجرا وسكينا.

عمليات القنص لا تحتاج عددا كبيرا أو معدات متطورة، بل تكتفي بنوعية محددة من الشبان ذات المواصفات الخاصة والتي تستطيع قلب موازين القوى، فسلاح القنص يوافق ويصلح جدا لأفراد قليلة العدد لا تملك الأجهزة الثقيلة كالتي عند العدو، فمقاتل متخفي واحد ومجهز بسلاح قنص جيد يسبب خسائر معتبرة في صفوف سرية أو فرقة مجهزة بأقوى الأسلحة، وحينما يدور القتال في مدينة يوقف قناص تقدم عدد كبير من الجنود ويشتت شملهم، والقناصة المتخفين فوق العمارات يعتبرون قوة حقيقية ستعادل المعركة وتحسم الكثير من المواجهات.

لهذا تحتاج انتفاضة القدس قناصا واحدا فقط في كل محافظة، ذو مواصفات خاصة ليضحي رمزا وبطلا يراكم المجد ويمكن البناء على عملياته، مع العلم أن مهمة القنص تحتاج إلى عنصر محب وشغوف بانتقاء الاهداف، ويتمتع بلياقة بدنية تساعده على تحمل ضغط المعركة والتعايش في الظروف الصعبة، بالإضافة لسلامة النظر والسمع، وعليه أن يتحلى بالشجاعة ورباطة الجأش، والصبر والمثابرة والهمة العالية وعدم استعجال النتائج، والانضباط وهدوء الأعصاب، ودقة الملاحظة، وسرعة البديهة، والذكاء والذاكرة، وكرهه للظهور والاعلام.

وعلى القناص الفلسطيني توطين نفسه بمهارات تكتيكية كالتمويه والتمركز والتسلل وتقدير المسافات والاتجاهات، ومهارات ميدانية كالزحف واجتياز الموانع، ومهارات الرماية وقواعد التسديد، مع الانتباه للسواتر الأمنية الذكية، ومقاومة العمل الجنائي والاهتمام بأمن الاتصالات، ولو تخلى عن الاتصالات الحديثة بشكل نهائي فيكون خير له.

أنصح شباب الضفة ومن يجيد استخدام السلاح ودون إخبار أحد البدء بتقوية نفسه في مهارات القنص عن بعد والقراءة والاستماع لدورات عبر اليوتيوب ومشاهدة الأفلام السينمائية التي رصدت بطولات مشاهير القنص، كما تحتاج العملية لكتمان شديد وعدم الانجرار للتصوير والمباهاة، فقناص واحد متخفي متمكن غير مستعجل لديه طول نفس، يمكن أن يخلي مستوطنة كاملة وبأشهر معدودة. القنص أقوى سلاح في المواجهات الشعبية فهو ينتقي العدو ويصيبه دون آثار جانبية، ويحافظ على المهاجم لجولات جديدة.

اخبار ذات صلة