لا يكاد يمر يوم من أيام انتفاضة القدس إلا وتتصدر منطقة "بيت عينون" شريط الأخبار العاجلة على شاشات التلفزة، إما بتنفيذ عملية أو وقوع شهيد أو مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي.
تقع قرية بيت عينون على خط الـ60 الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، وهو خط حيوي جدا للمستوطنين ويصل إلى مستوطنة "كريات أربع" - الأكبر في مدينة الخليل مما جعلها الأكثر احتكاكا مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
ويوجد على حدود القرية مفترق أيضا على اسمها تندلع عنده المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال بشكل شبه يومي منذ بدء الانتفاضة، كما ينتشر هناك جيش الاحتلال بكثرة لحماية المستوطنين وخوفا من عمليات المقاومة.
وعلى مدار الانتفاضات السابقة قدمت "بيت عينون" العديد من الشهداء، وهنا يقول أحد سكان القرية الصحفي مصعب قفيشة لـ"الرسالة"، عدد شهداء بلدتنا كبير، وفي هذه الانتفاضة قدمت بيت عينون 3 شهداء من خيرة شباب الخليل.
ويبين قفيشة أن "بيت عينون" تعتبر رمزا للمقاومة في مدينة الخليل، ومن أكثر مناطق المحافظة شهرة في إحداث الخوف والرعب لجنود الاحتلال ومستوطنيه، فمنذ بداية انتفاضة القدس وقع عند مفترق بيت عينون العديد من عمليات الدعس والطعن ومؤخرا القنص، وقتل في تلك العمليات حتى اللحظة ثلاثة من جنود الاحتلال ومستوطنيه، وأصيب فيها عدد كبير منهم.
العنب وينابيع المياه
ومن أهم معالم البلدة، الكنيسة الرومانية كما تشتهر بالتين والعنب ووفرة ينابيع المياه فيها، ويسكن تلك المنطقة عدد من عشائر الخليل أشهرها: الفروخ، الجردات، الجنيدي، الجعبري، وعيدة، الطروة، الهذالين، المطور).
و"بيت عينون" قسمان: قسم قبل الشارع الالتفافي الإسرائيلي (رقم 60)، وقسم بعد الشارع الالتفافي يتبع قرية سعير وفيها العين، وحاليا يتعرض العين (القسم التابع للمدينة) لضغوط من الاحتلال الإسرائيلي لضمها للمستوطنات الإسرائيلية.
ولا تترك (إسرائيل) فرصة إلا وتنغص على أهلها، حيث لا يخلو يوم من اقتحامات الجيش وتفتيش للمنازل واعتقال المواطنين بزعم أنهم نفذوا عمليات ضد (إسرائيل).
الطالبة الجامعية أحلام جبران، تؤكد معاناة سكان البلدة في الحركة لأن الاحتلال يغلق المنطقة بشكل يومي ويمنع دخول الأشخاص إلا إذا كانوا على شكل مجموعات، ومن يتوجه بشكل فردي إلى المفترق تكون حياته مهددة لأن الجيش قد يشك به ويعدمه بدم بارد كما فعل مع شابين عند نفس المفترق.
وتشير أحلام خلال حديثها "للرسالة نت" إلى انتشار الجيش الإسرائيلي في كل مكان بالقرية، وحالات التفتيش اليومي للمنازل وإيقافهم لأي سيارة يشكون فيها، بالإضافة إلى إطلاقهم الغاز السام على السكان.
ورغم كل ما تتعرض له البلدة من اعتداءات وانتهاكات بحق المواطنين واعدامات ميدانية بغير حق، إلا أنها ما زالت شوكة في حلق الاحتلال صامدة وتقدم الشهداء وتتصدر المواجهات اليومية في الخليل.