قائمة الموقع

صور.. مهندستان تتحديان الحصار بابتكار "كرسي متحرك" للمعاقين

2015-11-10T11:47:51+02:00
المهندستان امام الكرسي المتحرك
الرسالة نت-نور الدين صالح

"استلقاء، أسرع، مرحاض، أعلى، أسفل.. " تلك الكلمات هي أوامر تم حفظها في جهاز "الكرسي المتحرك" متعدد الاستخدام لذوي الاحتياجات الخاصة من مرضى "الشلل الرباعي والنصفي".

ذلك الكرسي صنعته أيدي طالبتين في مشروع تخرجهما من قسم هندسة المايكترونكس في جامعة الأزهر في غزة.

المهندسة نسمة السموني (23عاماً)، إحدى صاحبتي المشروع، تقول عن اختيار الفكرة تبلورت من احتياجات المواطنين، وذلك بعد البحث عن مشروع يخدم شريحة كبيرة من المجتمع الفلسطيني "فرأينا خدمة فئة المعاقين حركياً لا سيما مرضى "الشلل الرباعي والنصفي" الذين يشكلون النسبة الاكبر".

وتضيف السموني "بعد جولة اجريناها على المراكز المختصة بذات الشأن واطلعنا على احتياجاتهم، تبلورت لدينا الفكرة بشكل كامل، واتضحت لنا مدى معاناة هؤلاء المرضى في الحركة وغيرها".

وبدأت نسمة العمل بالمشروع مع زميلتها آلاء الخطيب (22عاماً)، الذي استغرق مدة طويلة من العمل فيه.

فالمهندسة الخطيب أوضحت أن الكرسي يعتمد بشكل اساسي على بصمة صوت المريض، من خلال تدريب المريض على بعض المصطلحات ومن ثم حفظها بواسطة برنامج خاص على الحاسوب.

ويستطيع المريض استخدام الكرسي لأغراض متعددة منها، السير إلى الامام، ومن ثم يتحول "سرير" للنوم، ومرحاض لقضاء حاجته، ويشتمل على مروحة للتبريد لمنع تقرحات الجلد والعظام، وفق الخطيب.

ويتيح "الكرسي" للمريض حرية الحركة والتجول في الاماكن العامة والخاصة، لا سيما أنه يمكّنه من قضاء حاجته، دون الاستعانة بأحد.

ولا شك أن كل مشروع يواجه عدة عقوبات لاسيما في ظل الحصار الذي يعيشه قطاع غزة، حيث اشتكت المهندستان من صعوبة توفر القطع والادوات اللازمة لاستكمال المشروع.

وبصوت واحد اندفعت الطالبتان بالقول "اضطررنا للتعامل مع الواقع الذي نعيشه وذلك من خلال البحث عن قطع بديلة قد تفي بالغرض المطلوب من اجل استكمال المشروع".

وتقول السموني إنهم اضطروا لشراء قطعة من الخارج ذات تكلفة عالية حيث واجهت صعوبة في ايصالها إلى القطاع، في حين أن الصعوبة الأكبر هي تعرض القطعة للتلف بعد استخدامها "لأول مرة"، ما أدى إلى مضاعفة الوقت والجهد في اتمام المشروع.

وتوافقت المهندستان فيما بينهما حول آلية تقسيم العمل في محاولة منهما لإنجاز المشروع في أقرب وقت، وفي هذا الإطار أوضحت الخطيب أنه جرى تقسيم العمل بينها وزميلتها حيث تكفلت بالجزء المتعلق في برمجة المشروع، في حين أن زميلتها تكفلت بالجزء الميكانيكي.

وتحدّت السموني والمختصة في الجانب الميكانيكي، انوثتها خلال عملها بالمشروع، حيث كانت تحمل المعدات الحديدية "الثقيلة" اللازمة للكرسي والتي يصعب على الفتيات رفعها.

فيما بقيت الخطيب رهينة الحاسوب ليل نهار من أجل اعداد البرامج المناسبة للمشروع.

وأكدت المهندستان أنهما ستواصلان العمل على تطوير المشروع في المرحلة المقبلة، معربتان عن املهما بإيجاد حاضنة تتكفل بالمشروع، الذي تم انجازه على نفقتهما الخاصة.

بدوره، قال د. ايمن عياد من قسم هندسة الميكاترونكس والمشرف على المشروع، إن فكرة عمل هذا النوع من مشاريع التخرج هي قفزة نوعية في التفكير، "وهو مشروع يحل مشكلة كبيرة في المجتمع".

وأوضح عياد لـ "الرسالة" أن المشروع يستهدف شريحة مهمة من المجتمع، وهم مرضى الشلل الرباعي والنصفي، مشيراً إلى أن هذا الكرسي يغنيهم عن سؤال المساعدة من الناس.

ودعا عياد الطالبتين إلى مزيد من بذل الجهود لتطوير المشروع، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى حاضنة تكفله لضمان استخدامه على أرض الواقع.

ويبقى قطاع غزة أرضية خصبة للابداعات والابتكارات، حيث يحتضن العشرات من الطلبة المفكرين، رغم الحصار المفروض عليه من الاحتلال (الاسرائيلي).

اخبار ذات صلة