انقضى عاماً على رحيل رجل العزائم .. الشيخ محمد صالح طه “أبو أيمن”، طيب الله ثراه، والذي تصادف ذكراه 11/11/2015، ولا تزال فلسطين وكل حر تذكر الفقيد بشجن وفير، أبا أيمن رحمه الله أحد القادة الأوائل لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وأحد الذين تبنوا فكرها وهي في طور التأسيس، وكان ممن رافقوا الشيخ أحمد ياسين منذ البدايات وأخذوا يجوبون فلسطين طولاً وعرضاً إيذاناً بميلاد فجر جديد، بنى وربى جيلاً، وترك بصمة لا تمحوها السنوات..
لقد عرف عن أبي أيمن ، طيب الله ثراه، أن نشأته الاجتماعية كان لها التأثير الأقوى والأهم في تكوين شخصيته القيادية الفذة، مما جعله يكتسب فطنة وذكاءً حاداً، يستمع وينصت للحوار ويرد بصراحة، ولم يسبق أن رد محتاجاً، تميز شيخنا بالشجاعة والجرأة وسرعة التصرف والحكمة.
شيخنا الحبيب أبا أيمن أجد نفسي خجلاً وأنا أكتب عنك فما عساني أن اكتب واقول في عظيم فعالك، رحلت أبا أيمن وشعبي يشكو من الأحداث أنكاها عذابا وعفت عن الدنيا خلائقك احتساباً وألقيت المهابة في جلال على الرجال فأصبحت المهابا، رجل العزائم أرى مساجدنا استجاشت بها العبرات تنتظر الإيابا ومحراب تعطره بآي من الذكر الحكيم إليك ثابا ومحبيك أبا أيمن تحروك اشتياقاً تعلمهم وتلقي بهم خطابا وتفتيهم وتقرئهم دروساً وتمنحهم من العلم اللبابا ..يا رجل العزمات يا ابن الاخوان تأبى الصغار وترفض الاغلال .. أبا أيمن يا دروساً في العلا أرخصت في طلب العلا الأموالا ضربت في رفض الخنا الأمثالا .
جمع يهود حشودهم حول بيتك فلم يزدك هدمه وجرحك واعتقالك وأبناؤك إلا ثباتا وعزة فأذقتهم بصمودك كأس المذلةِ ، واستشهد بنوك أيمن وياسر فكنت المحتسب الصبور الوقور بذلت من عمرك وجهدك ومالك في سبيل دينك ووطنك فأزلت عن القاعدين الحجابا
رجل العزائم والعلم والرأي المجلى وداعك في النفوس له أوار قلوبنا تنزف على فراقك ولكن عزاؤنا فيها أنك رحلت إلى دار الخلد رحلت جسداً ولكن روحك , نصائحك , كلماتك في أذهاننا باقية , تركتنا ونحن أحوج ما نكون إليك , فقد كنت دوماً السند , والمرشد ، والناصح , عشت طيباً للذكر وودعناك بمزيد من العزة والكرامة والفخر عشت طيباً للقلب لينا معطاءً حكيماً لقد رحلت وبقيت لنا ذكراك وهي ليست كأي ذكرى وإنما ذكرى العبر ، فلقد كنت الأب الحنون ، الصديق المحب للخير للجميع ، فعرفناك طيب القلب ، مكرم للضيف، طيب النفس ، كريم الأخلاق , علمتنا كيف نعطي دون مقابل ، كيف نحب بإخلاص ، ونعمل لمبادئ وطنا ، كيف نسمو بأرواحنا محلقين في سماء الكون ، نبحث عن مرضات الله دون مرضاة البشر ودون الركون على أحد سوى الله وحده ، لقد علمتنا حب التعلم والبحث والإباء في أشد حالات الكأبة .
فما عسانا أن نفعل أبا أيمن سوى أن نقول لك نم مطمئناً فسنعيش على ذكراك وتأكد أنك تركت عملك وسلوكك ودماثة خلقك ومواقفك تخلد اسمك في التاريخ وسنسير على خطاك بثبات وشموخ كما كنت شامخاً وإننا في هذه الذكرى الأولى لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى العلي القدير سائلين اللّه أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضاً من رياض الجنة اللهم ارحم شيخنا ومربينا محمد صالح طه واغفر له واجعل قبره روضة من رياضها وجميع موتى المسلمين يا رب العالمين .. وداعاً رجل العزائم إن القلب ليحزن .. وإن العين لتدمع .. وإنا علي فقدك يا شيخنا أبا أيمن لمحزون .