مقال: تلفزيون صهيوني: السكان يهربون

الكاتب الصحفي عماد زقوت
الكاتب الصحفي عماد زقوت

بقلم: عماد زقوت

مدير الأخبار قناة الأقصى الفضائية

نعم هذا ما قالته القناة العاشرة العبرية، لقد قالت إن الهجرة العكسية في ازدياد في ظل انتفاضة القدس التي تخطت كل التوقعات والتحليلات السياسية، وتكشف لنا كل يوم عن إبداع في التضحية الوطنية الفلسطينية.

وفي ظني عندما يفرد تلفزيون عبري كالقناة العاشرة لمسألة الهجرة العكسية تقريرًا تلفزيونيًا مفصلاً، فإن ذلك وصل لحد لا يمكن لدولة الاحتلال أن تتغاضى عنه، وأن الساسة فيها بات يؤرقهم الأمر. وعن ذلك قالت القناة العاشرة في تقريرها، بأن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد العائلات اليهودية التي ترغب بالهجرة، وخاصة الشباب منهم، وكشف التلفزيون العبري أن معظم وكالات الهجرة التي تحدثت إليهم، أكدت بأن لديها ازديادًا غير متوقعًا بنسبة المهاجرين، وهنا، نتحدى دولة الاحتلال أن تقر وتعترف بما لديها من نسب رسمية للهجرة العكسية، بدلا من محاولاتها التغطية على ذلك بالتفاخر بالمجموعات القليلة التي تهاجر إلى فلسطين المحتلة، والتي تأتي أغلبها من دول فقيرة كأثيوبيا. وهنا سأسرد لكم بعض المقتطفات التي قيلت في التقرير التلفزيوني على لسان عائلات صهيونية، والذي بث مساء يوم الجمعة، الموافق السادس من نوفمبر الجاري، في القناة العاشرة، وجاء.

كالتالي تقول إحداهن: "نحن لا نشعر بالانتماء لهذه الدولة "(إسرائيل)، ومن يريد أن يبقى فليبقى، ولكن نحن سنبدأ حياتنا من جديد خارج البلاد، على الأقل لن نخاف من السير في الشارع". وتقول أخرى: "منذ سنوات ونحن نعيش في حروب وعمليات لن تنته أبدًا، والأوضاع الأمنية غير مستقرة .. هذا مخيف". يأتي هذا الكلام بعد 98 عامًا من وعد بلفور لهم بدولة تدر لبنًا وعسلًا، ولكنهم وصلوا اليوم لحد اليقين بأنه لا حياة لهم على أرض فلسطين. فقد كان جيشهم يخوض حروبًا في الأراضي العربية، كحروبه مع مصر أعوام 1956 و1967 و1973، كلها كانت في الأراضي المصرية، وكذلك حربه في لبنان عام 1982، كانت أيضًا الأرض اللبنانية هي مسرح الأحداث، وبالتالي فإن الجماهير اليهودية لم تكن لتشعر بتلك الحروب، وبذلك لم تشكل ضغطًا على جيشها الذي كان يتحرك ويضرب بحرية.

ولكن مع بداية القرن الحالي ردت نيران حروبهم إلى نحورهم، فحرب لبنان عام 2006 وحروب غزة الثلاثة أعوام 2008 و2012 و2014، ومن قبلها انتفاضة الأقصى عام 2000، إلى انتفاضة القدس عام 2015، وصلت نيرانها وعنفوانها إلى قلب (تل أبيب) والقدس وحيفا ويافا، حتى استهدفت خلايا سرطان الاستيطان في أراضي الضفة المحتلة.

الأمر الذي جعل الجماهير الصهيونية تشعر بأن الحياة من حولها تحولت إلى جهنم، ولم تعد تطاق، وباتت غير مطمئنة على نفسها، لا في الشوارع ، ولا في المركبات، ولا في المطاعم، وحتى في بيوتهم، ما جعلهم يشكلون ضغطًا كبيرًا على صناع القرار في دولتهم المزعومة، فكان الانسحاب من جنوب لبنان، ومن قطاع غزة، وأجزاء من الضفة، وستستكمل انتفاضة القدس حلقات الانسحاب الصهيوني من بقية أرضنا فلسطين بإذن الله تعالى.

 

 

البث المباشر