قائد الطوفان قائد الطوفان

أدوات المطبخ.. خيار الشهيدة "قطناني" للثأر لدماء سابقيها

الشهيدة أشرقت قطناني لحظة استشهادها
الشهيدة أشرقت قطناني لحظة استشهادها

الرسالة-عبدالرحمن الخالدي

 

دعسٌ بسيارة كبيرة، فإطلاق أعيرة نارية على جسد الضحية، ثم تركها تنزف حتى الموت، ليس مشهدا لفيلم أو ما شابه، إنما مختصر جريمة ارتكبها الاحتلال (الإسرائيلي) بحق فتاة فلسطينية لم تبلغ سن الرشد بعد، فهي في السادسة عشرة من عمرها.

منفذ الجريمة السابقة لم يكن مستوطنا عاديا، إنما هو مسؤول (إسرائيلي) سابق، يدعى "جرشون مسيكا"، شغل رئاسة ما يسمى بمجلس مستوطنات الضفة المحتلة، قتل صباح أمس الأحد الفتاة الفلسطينية "أشرقت قطناني"، بحجة محاولتها تنفيذ عملية طعن لعدد من المستوطنين على حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس.

وسائل الإعلام كافة نشرت صورا للفتاة وهي ملقاة قرب سيارة انحدرت عن تلة رملية في مشهد يظهر تعمد الدعس، قبل أن يخرج منها سائقها ويطلق النيران من سلاحه صوب جسدها فيرديها أرضا.

نبأ استشهادها، استقبله طه قطناني -والد الشهيدة- بالقول: "بنتي إن نفذت عملية، فهي ذهبت لتأدية واجبها الوطني والأخلاقي، وأنا فخور بها".

وأضاف قطناني: "آخر مرة رأيتها كانت بعد صلاة الفجر حيث كانت تتجهز للذهاب لمدرستها، وناولتني الدواء الذي أتجرعه لمرضي"، كاشفا أنها من أيام تسأل عن أحدّ أداة بين أدوات المطبخ.

وحول ذلك يقول والدها: "ابنتي ذهبت لتؤدي واجبها الوطني والديني والشرعي تجاه المحتل الذي ما ترك لأبنائنا سوى استخدام أدوات المطبخ لمواجهة الاحتلال وغطرسته وطغيانه".

وأضاف والدها الذي استدعته مخابرات الاحتلال بعد استشهادها: "أنا فخور جدا بابنتي ومتألم، رغم أنني كنت أتمنى أن ترى أياما أفضل مما رأيناه نحن".

موقع والا العبري، كشف أن هذه الجريمة ليست الأولى التي يرتكبها "جرشون مسيكا"، والذي يدعى "البلدوزر"، موضحة أنه دهس مسنا فلسطينيا يبلغ من العمر 90 عاما، أثناء قطعه للشارع قرب بيت فوريك في نابلس عام 2001.

وفي حينه تم تبرئته من قبل المحكمة (الإسرائيلية) في اللد من تهمة التسبب بالموت بسبب الإهمال، بحجة أن الشرطة لم تستطع الاثبات أنه سار بسرعة عالية في ذلك اليوم.

المختص في الشأن (الإسرائيلي)، محمود مرداوي، أكد أن هذه الجريمة تعد سابقة خطيرة تعطي الفلسطينيين انطباعا بأن الانتفاضة تُواجه بكل ما لدى الاحتلال من وسائل، وهو ما يدلل بشكل واضح على أن التحريض من قبل حكومة نتنياهو والمتطرفين آتى ثماره ووصل لمستوى متقدم.

وقال مرداوي لـ "الرسالة" إن "قيام شخص مسؤول بالاعتداء على فتاة صغيرة ودهسها والتباهي بذلك، يعتبر تحديا لمشاعر الفلسطينيين كافة وتجاوزا لكل المفاهيم الأمنية التي سادت منذ قيام الكيان وحتى اللحظة".

وأضاف: "بالتأكيد فإن هذه الجريمة لن تمر على الفلسطينيين مرور الكرام، سواء على المستوى الفردي او التنظيمي، ويجب اتخاذ إجراءات صارمة ضد مثل هذه الشخصيات الصهيونية مقابل هذا التبجح والتظاهر أمام الناس بارتكاب الجرائم".

وشدد على أن هذا الحدث الموثق بالصور يمثل فرصة وذخيرة في جعبة الدبلوماسي أو السياسي الفلسطيني ليعزز روايته للعالم بأن دولة الكيان تعيث الفساد في الضفة وتتصرف بأقصى بشاعة.

بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن إقدام أحد قادة المستوطنين على دهس فتاة فلسطينية وإطلاق النار عليها قرب حاجز حوارة جنوب شرق نابلس يمثل "جريمة حرب خطيرة".

وشدد سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي، على أن الجرائم (الإسرائيلية) لن تدفع الشعب الفلسطيني إلا إلى الاستمرار في انتفاضته للدفاع عن نفسه وتطويرها بكل الوسائل الممكنة.

واتهم أبو زهري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالصمت والتستر على جرائم الحرب (الإسرائيلية) وعدم القيام بأي خطوات لوقف إرهاب الدولة (الإسرائيلية)، داعياً إياه إلى تحمل مسؤولياته واحترام القانون الدولي.

ومن ناحيته، أكد المتحدث باسم الحركة أيضا حسام بدران، أن مشهد الفتاة قطناني وهي ملقاة على الأرض بعد دهسها من قبل المستوطن الحاقد "يُدمي القلب ويدلل على بشاعة جرائم الاحتلال بحق شعبنا، وهو ما يستدعي رداً قوياً من قبل مقاومي الضفة الأبطال".

وقال بدران: "نشدد على ضرورة تلقين المستوطن "مسيكا" درساً قاسياً، ليكون فيه عبرة لكافة المستوطنين الحاقدين بالضفة الغربية، ونطالب شباب المقاومة باستهدافه شخصياً، ليعلم المحتل أن أبناء شعبنا لا يسكتون على جرائمه بحق حرائرنا ومقدساتنا".

البث المباشر