قائمة الموقع

انتفاضة القدس تتصاعد والمحاولات المستمرة لوأدها تفشل

2015-11-29T16:11:40+02:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت -عبدالرحمن الخالدي

منذ أن بدأت الهبة الجماهيرية الواسعة وعمّت شوارع وأزقة القدس والضفة المحتلتين، انطلقت محاولات اخمادها ووأدها بأشكال وطرق مختلفة، إلا أنها جميعا باءت بالفشل، ليُكتب للانتفاضة الاستمرار واقتراب دخولها شهرها الثالث في ظل ظروف صعبة ومخاطر تحيط بها.

محاولات عبر لقاءات على مستويات سياسية، وإجراءات إسرائيلية صارمة وسن قوانين جديدة، إضافة إلى ترسيخ التنسيق الأمني القائم بين أجهزة السلطة الفلسطينية والاحتلال، وغيرها من الأمور، لم تؤت ثمارها في وقف غضب الشارع الفلسطيني، الذي تؤجج الانتهاكات الإسرائيلية النار في صدره وتدفعه لمواصلة مقاومة الاحتلال والتضحية بالمال والأبناء.

جهود لإخمادها

آخر تلك الجهود الرامية لإخماد لهيب الانتفاضة والمواجهات والتخفيف من حدة العمليات الفردية من طعن ودعس وإطلاق نار، كانت قرارات أصدرها وزير الحرب الإسرائيلي "موشيه يعالون"، تقضي بتنفيذ حملات اعتقال واسعة في صفوف حركة حماس بالضفة، وحظر دخول الفلسطينيين إلى الكثير من المناطق القريبة من تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" بين مدينتي بيت لحم والخليل، والذي شهد وقوع غالبية العمليات الأخيرة.

وأصدر أيضا قرارا بسحب التصاريح من أقرباء منفذي العمليات حتى لو كانوا من الدرجة الثانية وذلك في خطوة من العقاب الجماعي، في حين يدرس الجيش الإقدام على إبعاد من وصفهم بالمحرضين من الضفة إلى قطاع غزة، بالإضافة لمن يثبت علمه بنية أقربائه القيام بعملية أو مساندتهم على تنفيذ العمليات.

وعلى صعيد آخر، فإن أبرز القرارات المتخذة لكسر إرادة الفلسطينيين هو إعلان سلطات الاحتلال رسميا حظر الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48 بحجة التحريض ضد "إسرائيل"، بمعنى أن أي شخص ينتمي إلى الحركة أو يقدم لها خدمات يعتبر مخالفا للقانون وقد يتعرض إلى عقوبة السجن.

وعقب إصدار القرار، أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، أن قرار الحظر جاء ضمن تفاهمات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الأردنية عمان.

وكان كيري قد أعلن نهاية شهر أكتوبر الماضي من عمان، عن "تفاهمات" بين الأردن وإسرائيل، باتخاذ تدابير جديدة بخصوص المسجد الأقصى.

وكشف الشيخ صلاح في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه مع لجنة المتابعة العربية بعد قرار الحظر، عن أن مسؤولا عربيا "معروفا لديه"، شارك في التفاهمات؛ لحظر الحركة الإسلامية.

 زيارة كيري

تزامنا مع كل تلك الجهود، استمرت المحاولات المتكررة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوقف لهيب الانتفاضة، حتى تكللت محاولاته بزيارة للأراضي الفلسطينية باستقبال السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس في رام الله، ليعلن من مركز المقاطعة أن "إسرائيل" لها الحق في الدفاع عن نفسها أمام "الإرهاب الفلسطيني"، وفق قوله.

وبحسب المحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة فإن كيري وعباس بحثا كل القضايا التي طرحها الجانب الفلسطيني في نيويورك وعمان مع الوزير كيري، مشيرا إلى أن كيري طالب بالعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة، مجددا موقف بلاده الداعم لحل الدولتين، والاستمرار في الاتصالات بينهما.

تلك التصريحات اعتبرتها حركة حماس تأييدا لأفعال القتل التي يقترفها جيش الاحتلال، وتبريرها بانها دفاع عن النفس، واصفة إياها بـ "السقوط الأخلاقي غير المسبوق".

وأوضح موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة أن الوقوف إلى جانب الاحتلال ومده بالمال والسلاح والغطاء، والحماية من إدانة المجتمع الدولي، هو الباعث الأساسي لما نشاهده اليوم من أعمال الانتقام.

 حصاد 60 يوما

الانتفاضة المستمرة حصدت أرواح 105 شهيدا حتى أمس الأحد، ثلثهم من مدينة الخليل المحتلة، والتي تتصدر المواجهات وانطلق منها منفذو معظم العمليات، فارتقى من المدينة ما يزيد عن 35 شهيدا خلال قرابة 60 يوما.

وبحسب مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، فإن عدد الشهداء من الأطفال بلغ 22 شهيداً بنسبة 21%، كما ارتقت ستة شهيدات بنسبة 8% فيما ارتقى 31 شهيداً دون العشرين بنسبة 32% من الشهداء، ورغم تسليم سلطات الاحتلال لجثامين 11 شهيداً، إلا انها ما زالت تحتجز جثمان 37 شهيدا آخرين.

ويؤكد المركز أن 88 % من عداد الشهداء، توفرت أركان عملية الإعدام في طريقة استشهادهم، حيث اعتمد المركز على جملة من المتغيرات أهمها الظروف التي أحاطت بعملية الاستشهاد، مشيرا إلى أن أخطر التجاوزات في عملية القتل والتصفية للشهداء جاءت من خلال إطلاق النار مباشرة على الشهيد بعد التمكن منه، أو ضربه، أو تركه ينزف حتى الشهادة.

وعلى صعيد حصيلة أعمال المقاومة على الأرض، فبلغت حصيلة قتلى الاحتلال بحسب إحصائيات المركز 20 قتيلا إسرائيليا، وإصابة ما يقارب 300 إسرائيلي، في 52 حادث إطلاق نار و54 عملية طعن، و28 محاولة تنفيذ عملية، فيما اعتقل الاحتلال أكثر من 1840 فلسطينيا في الأراضي المحتلة.

ووفقا لتحليل علاء الريماوي، مدير مركز القدس، فإن انتفاضة القدس شكّلت حضورا كبيرا في المقاومة على الأرض وعدد الخسائر الإسرائيلية رغم ضعف الأداء الفصائلي، مبينا أن هذا الأداء في تصاعد على الأرض خاصة في الجانب التوجيهي.

وقال الريماوي إن الأيام الماضية شهدت تراجعا في المواجهات الشعبية في بعض المناطق، لكنها حضرت في مناطق أخرى بقوة خاصة في ضواحي القدس، حلحول، طولكرم، قلقيلية وغيرها من مناطق الاحتكاك النشطة، مشيرا إلى إن البيئة السياسية والأمنية باتت تؤهلنا لدخول شهر ثالث من انتفاضة القدس.

 

اخبار ذات صلة