تميزت انتفاضة القدس عن شقيقتيها الانتفاضتين السابقتين بالعمليات الفردية، والتي اعتمدت على الشخص الواحد أو الاثنين في التخطيط والتنفيذ، ومثل هذه العمليات أظهرت البطولة والفداء اللذان جبل عليهما شعبنا الفلسطيني، والذي لم تنجح كل محاولات اخضاعه، بل اتخذ قراره بالاستمرار في هذه الانتفاضة الشعبية.
والعمليات الفردية تنوعت بين الطعن والدهس وإطلاق النار، واعترف الإعلام الصهيوني بأن تلك العمليات أربكت الجبهة الداخلية لديهم، وأجبرت جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي على زيارة المنطقة مرتين منذ بداية الانتفاضة، في محاولة منه لوأدها، إلا أنها مستمرة بفاعلية العمليات الفردية، وبرغم ذلك إلا أنه لا يجب أن نعتمد عليها وحدها، ونترك الأمر لقوة إيمان شاب أو فتاة، وعلى أهمية ذلك فإن المحافظة على زخم الانتفاضة، لا يتأتى إلا بتدخل القوى والفصائل الفلسطينية، سواء بالإبقاء على الحراك الجماهيري في الميادين والشوارع أو إشعال المواجهات في مناطق التماس مع قوات الاحتلال وإعلانها ثورة عارمة.
من الضروري أيضًا، أن تشارك في العمل الفدائي وأن تحرك مجموعاتها المسلحة لتنفيذ عمليات إطلاق نار تجاه جنود الاحتلال ومستوطنيه، لأنه بهذا الفعل، نعطي للانتفاضة الاستمرارية بقوة كبيرة، ونجبر قوات الاحتلال على عدم التحرك بسهولة في مناطق الضفة المحتلة، وبالتالي فهذه دعوة صريحة لفصائلنا:
"عليكم واجب المشاركة الفاعلة في الانتفاضة، لا نريد منكم في هذا التوقيت عمليات تفخيخ باصات، و لكن نريدها عمليات شعبية مسلحة، فلم لا تسير مجموعات مسلحة لاقتحام المستوطنات الجاثمة على أراضينا؟ لم لا تستهدف تلك المجموعات تجمعات الجنود الصهاينة في ثكناتهم وأماكن تواجدهم؟
من المعلوم أن أي عمل اذا لم يكن منظمًا ومدروسًا، وذو رؤية واضحة، فإنه سيكتب له الفشل لا محالة، ومحال أن يستمر، فما بالكم بانتفاضة شعب؟
الأمر يحتاج إلى جهود الجميع على كافة المستويات، حتى تستمر الانتفاضة وهي مستندة إلى قاعدة قوية متماسكة