قائمة الموقع

فشل البرلمان وزوال الانقلاب بمصر

2015-12-09T08:52:26+02:00
صورة أرشيفية
القاهرة - الرسالة نت

تحت عنوان «مجلس الطبالين» نشر موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني مقالا للكاتبة والدكتورة أميرة أبوالفتوح، وصفت فيه الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر بالمسرحية الهزلية، متوقعة فشل هذا المجلس، ليس ذلك فحسب، بل وزوال «الانقلاب». وإلى نص المقال:

«انتهت المسرحية الهزلية المعروفة باسم الانتخابات البرلمانية في مصر منذ أيام، ولم يحضرها معظم الجماهير المصرية؛ حيث قاطع أغلبهم هذه الانتخابات، باستثناء قلة باعوا أنفسهم للشيطان.

كان من السهل شراء أصواتهم من قبل المرشحين الذين أغدقوا عليهم الأموال بشكل علني وأمام أعين لجنة الانتخابات وأمام حكومة انقلاب، لم تتم مساءلتهم أو عقابهم على أفعالهم، وللمرة الأولى، دخل المال السياسي (من قبل دولة عربية) في اللعبة، ومارس دورا قذرا في الانتخابات البرلمانية.

ولمَ لا؟ فقد سيطر هؤلاء على كل جانب من جوانب الدولة وإمكانات هذا البلد وركع قادة البلاد لهم بدءا من رئيس الدولة إلى الرتب الأدنى، أي الصحفيين والإعلاميين الذين يعزفون على الطبول والأبواق.

المسرحية البرلمانية، التي لا تعبر عن هذا الوطن بأي شكل من الأشكال، انتهت تماما كما أراد كتابها وفازوا بها زورا بالطريقة التقليدية لزعيم الانقلاب وحاشيته الفاسدة، وهم الآن يمثلون أكثر من ثلثي البرلمان، ولاستكمال المسرحية، قدموا معارضة من صناعتهم (ترفع صوتها في بعض الأحيان وتسبب ضوضاء بدون تأثير) إنها مجرد ديكور لاستكمال المسرحية، ولكي تبدو واقعية للمجتمع الدولي.

ومع ذلك، يعرف المجتمع الدولي أن هذه مسرحية كاذبة وفاشلة، فقد شاهد جميع اللجان فارغة، ورأت محطات التلفزيون الدولية والصحافيون الأجانب غياب الناخبين ورفض الشعب المشاركة في هذه المهزلة، حتى الشباب فعلوا شيء جديد، وقفوا في طوابير أمام السفارة الألمانية، وأعربوا عن رغباتهم في الهجرة.

وما زال المبدعون والكتاب والمخرجون والممثلون في هذه المسرحية يعيشون بعقلية الستينيات، ولا زالوا غير مدركين أن العالم قد تغير وأصبح قرية صغيرة في ظل ثورة اتصالات مذهلة غيرت العالم، وعبرت الحدود وكسرت الأبواب، السماء مفتوحة الآن للعالم كله، ولم تعد هناك أسرار، ولا يخفى شيء عن أي شخص وما كان يمكن إخفاؤه في الستينات لم يعد ممكنا الآن، رغم كل أدوات التجميل التي يستخدمونها للترويج لمسرحيتهم، ولذلك، سخر الغرب من مسرحيتهم الفاشلة.

إن هذه اللجنة شكلت لأداء مهمة محددة، وهم الآن قادرون على الحصول على القرض الذي تريده الحكومة من البنك الدولي، إنهم بحاجة إلى برلمان يقدم موافقة عمياء على هذا، ويقر جميع القوانين والقرارات التي اتخذها قائد الانقلاب دون أي مناقشة أو أسئلة.

والأكثر أهمية وخطورة من ذلك هو أن البرلمان من شأنه أن يعدل الدستور بطريقة تمنح رئيس الجمهورية مزيدا من السلطات، مثل توسيع امتيازات السلطة التنفيذية على حساب السلطة التشريعية، وسيتيح هذا للرئيس إقالة وزير الدفاع، وهو منصب كان يحميه الدستور (دستور الانقلاب) حين كان قائد الانقلاب وزيرا للدفاع، وجعل مدة الوزير ثماني سنوات، أي ما يعادل فترتين رئاسيتين.

وعندما عدل قائد الانقلاب على الدستور، لم يكن متأكدا ما إذا كانت القوى الدولية والإقليمية تدعم ترشيحه، فأراد أن يحمي نفسه، ولكنه الآن، يريد الإطاحة بشريكه في الانقلاب خوفا من أن ينقلب عليه، تماما كما فعل ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي، وهذه دائما عقلية الخونة الجبناء، «إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما».

هذه المسرحية الهزلية مستمرة، دعونا نرى ما ستقدمه وأنا على يقين أن هذه المسرحية لن تستمر لفترة طويلة، وأن السِّتَار سيسدل قريبا، بعون الله والثوار على الأرض، وسوف يكتبون بدمائهم ملحمة جديدة عن النصر وزوال الانقلاب.

ميدل ايست اون لاين

اخبار ذات صلة