تستعد مدينة أوسلو لتسليم تونس جائزة نوبل للسلام، اليوم الخميس، في أجواء احتفالية سبقتها عدة ندوات وتظاهرات في مختلف مباني المدينة وشوارعها الرئيسية، خصوصا في المدينة القديمة.
وجذب الحدث اهتمام عدد من الطلبة والمهاجرين الأفارقة، الذين عبروا عن سعادتهم بفوز بلد عربي وأفريقي بهذه الجائزة.
كما تسابق عدد من التونسيين من رجال الأعمال المهاجرين للاحتفاء بالوفود التونسية الكبيرة في أوسلو، فيما يشهد الحفل اليوم تغطية إعلامية تونسية وعالمية كبيرة.
غير أن مظاهر الاحتفالات انطلقت منذ يوم أمس الأربعاء، حيث عقد الرباعي الراعي للحوار الوطني والفائز بالجائزة ندوة صحافية في معهد نوبل للسلام، تحدث فيها عن أبرز مقومات نجاح الحوار الوطني، مؤكداً أن منح جائزة نوبل للسلام إلى الرباعي تعود للتونسيين ولشهداء البلد، ولكل الذين ضحوا من أجل إنجاح المسار الديمقراطي.
وقال الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي، إن ممثلي الرباعي سيصبحون سفراء سلام في العالم، وسيشاركون في إدارة حوارات أخرى من أجل القضاء على التوتر وإنهاء الحروب في مناطق عديدة من العالم.
وعقد مركز الأبحاث حول السلام في أوسلو ندوة ثانية، استضاف خلالها أستاذ القانون الدستوري غازي الغرايري، الذي تحدث عن خصوصية التجربة التونسية في صناعة التوافق، مبرزاً أن الحوار مكّن تونس من مواجهة التحديات الكبيرة التي اعترضت مسار الانتقال الديمقراطي.
وتحدث الخبير لدى الأمم المتحدة في فض النزاعات وإدارة الحوارات، يوهنز سيبرت، عن أهمية الحوار الوطني كأداة لمجابهة النزاعات، مشيراً إلى ضرورة التنويه بالتجربة التونسية، خصوصاً أن استعمال الحوار كأداة لفض النزاعات لم ينجح في كل الدول.
وتنطلق ظهر اليوم الخميس، مراسم الاحتفال بتسليم الجائزة، وتقليد كل مكوني الرباعي بميدالية تخلد الذكرى، ومنح ميدالية خامسة باسم الرباعي للجمهورية التونسية للاحتفاظ بها في أحد المتاحف، كما ستلقى كلمة من أربع فقرات يتولى رئيس كل منظمة إلقاء واحدة منها.
وتشهد العاصمة النرويجية مساء اليوم مسيرة الشموع من أجل السلام، ينتظر أن تشهد مشاركة شعبية ونقابية وحقوقية نرويجية مكثفة، بالإضافة الى الوفد التونسي الكبير المشارك في الاحتفالية.
ويصدر البريد التونسي، اليوم الخميس، طابعاً بريدياً لتخليد الحدث التاريخي الاستثنائي، وينتظر أن يتابع التونسيون مراسم الاحتفالات مباشرة بشكل كبير نتيجة للتغطية الإعلامية الكبيرة.
وتُنقل فقرات الاحتفال إلى بلدان عديدة في القارات الخمس، ما سيزيد في إشعاع تونس وتجربتها الفريدة في الالتجاء للحوار وسيلةً لفض الخلافات السياسية والاجتماعية.