قائد الطوفان قائد الطوفان

(إسرائيل) في عزلة تامة إلا من طيران الإمارات

الرسالة نت - وكالات

إسرائيل باتت في عزلة تامة إلا من رحلات شركات طيران الإمارات وشركات طيران إسرائيلية مثل العال لا تزال تربط دولة الاحتلال بالعالم الخارجي، لا أتحدث هنا عن عزلة تتعلق بتعامل معظم دول العالم مع إسرائيل على أنها دولة منبوذة تتجه بسرعة نحو الهاوية ويقودها حفنة من مصاصي الدماء والقتلة والمجرمين والمتطرفين، فهذا بات أمراً معروفاً في ظل مواصلة جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية في غزة وهي الأسوأ في التاريخ الحديث، لكن أتحدث هنا عن العزلة التي يشعر بها الإسرائيليون نتيجة توقف حركة الطيران والانقطاع عن العالم بمعناها المعروف الناتج عن حدوث حالة شلل في أنشطة السفر والطيران سواء للخارج أو الداخل والانخفاض الكبير في الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل.

فمطارات إسرائيل باتت مهجورة إلا من بضعة مئات من الإسرائيليين الراكضين بسرعة نحو أول طائرة للهرب إلى الخارج والنفاذ بجلدهم قبل أن تصيبهم صواريخ المقاومة ومسيراتها، أو يقتلون بعملية طعن أو دهس في الداخل، أو حتى الموت فزعا من دوي الانفجارات.

وشركات الطيران العالمية علقت رحلاتها إلى دولة الاحتلال وترفض منذ شهور طويلة التحليق تحت أي ضغوط لأسباب عدة من أبرزها تنامي المخاطر الأمنية داخل إسرائيل، وزيادة المخاوف على سلامة الركاب والطواقم، وفشل جيش الاحتلال في حماية المطارات بمن فيها بن غوريون، المطار الأبرز في تل أبيب، الذي بات مهجوراً حيث توقفت الحركة فيه مرات عدة في ظل استهدافه بشكل متواصل من قبل المقاومة سواء في غزة أو لبنان.

ويوماً بعد آخر تزداد قائمة شركات الطيران الدولية الكبرى التي قررت بشكل نهائي وقف كل رحلاتها من وإلى إسرائيل، والأمثلة كثيرة منها الخطوط الجوية الأميركية، أميركان إيرلاينز، التي أعلنت أنها لن تطير إلى إسرائيل حتى سبتمبر/أيلول 2025، وشركة الطيران الفرنسية، إير فرانس، التي ألغت جميع رحلاتها من وإلى إسرائيل، وإير أوروبا وبحر إيجه اليونانية ومجموعة لوفتهانزا الألمانية، وإيزي جت والخطوط الجوية الدولية (آي إيه جي) ويونايتد إيرلاينز وغيرها.

واتخذت شركات الطيران الأوروبية قراراً بتعليق رحلاتها من وإلى المطارات الإسرائيلية الثلاثة: بن غوريون ورامون وحيفا، بناء على التوصية الرسمية للوكالة الأوروبية لسلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي، ولضمان سلامة الركاب والطاقم، وذلك في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وامتنعت أيضاً شركات الطيران الأميركية والكندية، مثل دلتا، يونايتد، وإير كندا، عن تسيير الرحلات الجوية، بسبب قلق متنامٍ على سلامة الركاب ورفض الطواقم البقاء في تل أبيب ليلاً خوفا على أرواحهم من صواريخ ومسيرات المقاومة.

كما توقفت الرحلات المباشرة من تل أبيب إلى عشرات المدن الكبرى حول العالم بما فيها أوروبا والولايات المتحدة، مثل واشنطن، وسان فرانسيسكو، وتورونتو، وهونغ كونغ، ونيودلهي، ولم يعد هناك وصول مباشر للطيران من تل أبيب إلى عواصم عربية في مصر والأردن والمغرب والبحرين، فضلاً عن عشرات المدن في اليونان وإيطاليا وشرق أوروبا.

ووفقاً لأرقام مطار بن غوريون، فقد انخفض عدد الطائرات والركاب بنسبة 40% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. وبالطبع زادت هذه النسبة بشدة عقب انخراط حزب الله في مواجهة شرسة مع إسرائيل، والهجوم المتبادل بين إيران وإسرائيل، وزيادة مخاوف اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

حالة عدم الاستقرار والغموض وعدم اليقين الناجم عن تدهور الوضع الأمني داخل إسرائيل بما فيها العاصمة تل أبيب ومدن رئيسية مثل يافا وأشدود، لا تقف وحدها وراء رفض شركات الطيران الأجنبية السفر إلى إسرائيل وإلغاء رحلاتها، فهناك سبب آخر هو تعرض تلك الشركات لاحتمال أن تضطر إلى دفع تعويضات لكل مسافر ألغيت رحلته من دون إثبات الضرر بالمبالغ المنصوص عليها قانوناً، رغم أن الإلغاء معروف للجميع ويتعلق بتدهور الوضع الأمني في إسرائيل.

وقبل أيام أبلغت 20 شركة طيران عالمية، الحكومة الإسرائيلية، أنه إذا لم يتم تنظيم مسألة التعويض عن إلغاء الرحلات والمبيت، ولم يتم التقليل من تعرضهم للدعاوى القضائية في أسرع وقت ممكن، فلن يكون لديهم أي حافز عمل في إسرائيل مرة أخرى.

الاستثناء هنا لموجة مقاطعة شركات الطيران العالمية أجواء ومطارات إسرائيل وتجنب الرحلات إليها هي الشركات الإماراتية التي تواصل التحليق إلى دولة الاحتلال، ووفق تقرير حديث لوكالة أسوشييتد برس فإن شركات الطيران الإماراتية مثل فلاي دبي والاتحاد لا تزال تواصل التحليق إلى إسرائيل.

 
البث المباشر