رجح الكاتب الإسرائيلي عادي منيتس أن يحمل تفكك السلطة الفلسطينية وانهيارها ضمنيا فرصة لعملية سياسية تحظى بدعم دولي تدريجي لإقامة حكم ذاتي للفلسطينيين، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتنفيذ خطة اليمين الإسرائيلي بتطبيق السيادة الإسرائيلية على مناطق "ج" في الضفة الغربية.
وقال منيتس في مقال نشرته صحيفة "مكور ريشون" الإسرائيلية بشأن التداعيات المترتبة على سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية "إن الأمر بات قائما"، وهو يحمل مخاطر وفرصا في الوقت نفسه لإسرائيل.
واعتبر أن السؤال المهم يكمن في هل أن صناع القرار في تل أبيب مستعدون لمثل هذا الأمر؟ وكيف سيكون رد فعل اليمين الإسرائيلي على احتمال من هذا النوع؟
ورفض الكاتب قبول التحذيرات الدولية من إمكانية الانهيار الحقيقي للسلطة الفلسطينية، وتحول إسرائيل إلى دولة واحدة ثنائية القومية، مما قد يجعلها دولة أبارتهايد، وأن البديل المحتمل لغياب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، معتبرا أنها تحذيرات لا تستند إلى الواقع.
سلوك السلطة
وأضاف أن السلوك الواضح من قبل السلطة الفلسطينية طوال الشهرين الماضيين خلال ما سماها "انتفاضة السكاكين" يظهر أنها لا تستطيع وقف هذه الانتفاضة، وكما يبدو فإنها لا تريد وقفها من الأساس.
وقال إن الزيارة التي قام بها صائب عريقات لبيت عزاء أحد منفذي العمليات الأخيرة تشير إلى أن سيناريو تفكك أو انهيار السلطة الفلسطينية بات أمرا لا رجعة عنه، كما أن حالة اليأس التي يمر بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واستقالته المتوقعة من رئاسة السلطة الفلسطينية تشيران إلى أن احتمالات سقوط السلطة تتعاظم يوما بعد يوم.
وأوضح أن انهيار السلطة الفلسطينية لن يحدث بجرة قلم وفي لحظة واحدة، لكن من الممكن الافتراض أن التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية سيتدهور رويدا رويدا، وإن وقعت عمليات مسلحة تورط فيها عناصر أمن فلسطينيون فإن إسرائيل ستبدو مطالبة بالرد عليها.
وتابع أنه في هذه الحالة يمكن أن تتدحرج كرة الثلج بحيث تدخل إلى الانتفاضة عناصر مسلحة من حركة فتح "التي لا تحاول حتى الآن تنفيذ عمليات ضد إسرائيل من داخل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن سيناريو تفكك السلطة الفلسطينية الذي قد يبدأ بالتحقق يتطلب من الإسرائيليين التعامل مع هذا الواقع من الناحية الأمنية بصورة مباشرة، وفي الوقت ذاته عدم تغييب الإجابات السياسية اللازمة للرد على مثل هذا التطور الكبير.
وأوضح أن عملية تفكيك المنظمات الفلسطينية المسلحة قد تتطلب مواجهة عسكرية معهم ليست سهلة، وربما يحتاج الأمر لتنفيذ عملية "السور الواقي2"، ومثل هذه العملية ستكون خيارا اضطراريا لازما لاستعادة الأمن الإسرائيلي.