قائمة الموقع

حكومة فياض تنتهج سياسة قطع الأرزاق في الضفة

2009-09-13T23:21:00+03:00
سيدة تجلس على باب جمعية خيرية أغلقتها حكومة فياض

 

الضفة الغربية- الرسالة نت

"القوة.. الخاوة..التهديد .. الوعيد.. قدم استقالتك، وتتنازل عن حقوقك ووقع على ورقة تثبت ذلك.. حتى لا تعود لتطالب بشيء في المستقبل.. وإياك إن لم تلتزم بقرار الفصل، والا سيكون السجن والضرب مصيرك.

هذا ما تتبعه أجهزة عباس مع الموظفين المحسوبين على حركة حماس، في المؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء، فلم تقتصر سياسة الفصل على الموظفين بل طالت قادة اختارهم الشعب عبر صناديق الاقتراع في انتخابات المجالس البلدية، ومسئولين في  المؤسسات الخيرية المختلفة.

ففي خطوة جديدة من سياسة الفصل الظالم حاصرت عناصر كبيرة من أجهزة عباس مبنى بلدية قلقيلية، وأصدرت قرارا بإقالة مجلسها المنتخب، وتعيين لجنة من حركة فتح للإشراف على البلدية، في تحد صارخ لكل القوانين وإرادة الأهالي والشعب، الذين انتخبوا من رأوه صادقا وأمينا على شعبه.

قرار إقالة المجلس لم يكن مفاجأً، حيث تم فصل ثلاثة من أعضاء مجلس البلدية على خلفية انتمائهم السياسي، ومنعهم من مزاولة عملهم داخل البلدية قبل شهور، كما تم توجيه تهديدات واضحة من قبل لرئيس البلدية وجيه قواس.

 تقول إحدى الموظفات التي تعمل في مكتب قريب من مبنى البلدية لـ"الرسالة نت": "تفاجئنا صباح أمس باقتحام عشرات السيارات الخاصة بالأجهزة الأمنية لمبنى البلدية ومنعوا المواطنين من الاقتراب للمبنى"، وتضيف:"علمنا فيما بعد أنه تم إصدار قرار بإقالة مجلس البلدية، رغم عدم انتهاء فترة خدمته.

 

انقلبت الموازين

وفي مدينة نابلس، التي لم يكن حالها بالأفضل أضحت أمور البلدية تسير بأوامر ورغبة "الأقلية بالمجلس"، رغم  أن  حركة حماس فازت في انتخابات مجلس البلدية بـ 13 مقعدا مقابل 2 لحركة فتح.

وأكد أحد موظفي البلدية لـ"الرسالة.نت" "أن عضوي فتح ينفذان ما يحلو لهما ويصدران الأوامر للموظفين، في حين أن أعضاء حركة حماس مغيبون بشكل كبير عن أية فعاليات".

وأضاف أن أعضاء حركة حماس، مهددون بالفصل والاعتقال، كما أن أحد أعضاء مجلس البلدية معتقل لدى أجهزة عباس منذ شهور طويلة، وعضو آخر اعتقل وتم تعذيبه بشكل وحشي على أيدي المحققين، دون مراعاة لمكانته وموقعه في البلدية".

ولم تقتصر عمليات الفصل والإقصاء على المجالس البلدية، حيث طالت هذه السياسة المؤسسات الخيرية التي تعمل منذ سنوات طويلة في أيد أمينة وتحت إشراف أعلام من وجوه الخير والإصلاح، و استبدلتهم اللجنة المشرفة على الزكاة بأخرى من حركة فتح.

وأضحت لجان الزكاة بأيد معروفة بعدم أمانتها وسمعتها، ما دفع غالبية المؤسسات والأفراد والأغنياء ورجال الأعمال إلى عدم التعامل مع هذه اللجنة، وعدم إيصال أي مبالغ إليها.

 

ثقة معدومة

يقول أحد موظفي الزكاة في نابلس لـ"الرسالة.نت":" كنا في شهر رمضان لا ننام من كثرة الأشغال، والتبرعات التي تصلنا  لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، لكننا الآن نجلس دون عمل في مكاتبنا، لا تصلنا أية مساعدات إلا فيما ندر".

ويعزو الموظف ذلك إلى عدم ثقة الناس باللجنة الحالية التي عينتها حكومة فياض، فالناس يعرفون من الأمين من غير الأمين- كما قال.

ويضيف:"تضرر الفقراء بسبب هذه السياسة، فالافطارات الجماعية في رمضان كانت تقام على شرفهم، وكنا نوزع الوجبات والحلويات ونوصلها إلى بيوتهم، ونرى الفرحة في عيونهم، ، لكن اختفت هذه الأمور الآن.

 وأصبح من يريد تقديم زكاة ماله في الغالب يوصلها بنفسه للعائلات المحتاجة، أو يرسلها للمشايخ الذين كانوا يعملون في لجان الزكاة وهم بدورهم يوصلوها لمن يعرفوهم من الفقراء".

وكانت حكومة فياض" كثفت خلال شهر رمضان من قرارات الفصل الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي لعشرات الموظفين في سلك التربية والتعليم، الذين توظفوا بعد اكتمال شروط التوظيف، واجتيازهم للامتحانات المقررة وحصولهم على مراتب متقدمة.

 

اخبار ذات صلة