قائد الطوفان قائد الطوفان

حماس تفتتح عامها الجديد بانفراج في علاقاتها الخارجية

حماس تفتتح عامها الجديد بانفراج في علاقاتها الخارجية
حماس تفتتح عامها الجديد بانفراج في علاقاتها الخارجية

الرسالة نت - محمد هنية

تفتتح حركة حماس صفحة جديدة في مسيرتها، على وقع فتح علاقات جديدة ونوعية مع دول ومنظمات عربية ودولية، رغم اشتعال الاقليم العربي بتحالفات متحاربة واغراق المنطقة العربية بالدماء والأشلاء، وتصارع الاقطاب الدولية في العالم.

الأمر الذي جعل حركة حماس كونها حامية مشروع المقاومة في فلسطين، وما تمثله من ثقل على المستوى الفلسطيني وما تتمتع به من التفاف شعبي محلي وعربي واسع، مطمعا للتحالفات المتناحرة لكسب ورقة فلسطينية مهمة.

وتستقبل حماس عامها الثامن والعشرين، مع قرب افتتاحها مكتبا رسميا لها في دولة جنوب أفريقيا، بعد زيارة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لها، ولقائه رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في بريتوريا لحشد الدعم للشعب الفلسطيني، الامر الذي أثار غضب (إسرائيل) التي استدعت سفير جنوب أفريقيا لديها.

وجرى خلال الزيارة التوقيع على رسالة حسن نوايا، والتعهد بافتتاح مكتب رسمي لها، حسبما قال مسئول رفيع المستوى بالحركة "للرسالة"، والذي كشف أن العلاقة مع جنوب افريقيا ممتدة لسنوات طويلة، لكنها كانت في إطار غير معلن، نظرا لمحاولات بعض الأنظمة العربية والسلطة الفلسطيني قمع أي علاقة معها.

وتلى تلك الزيارة أخرى مماثلة للعاصمة الماليزية كولالمبور، بقيادة مشعل تلبية لدعوة رسمية من الحزب الحاكم الماليزي "أمنو"، شارك خلالها بفعاليات مؤتمر الحزب الماليزي الحاكم، ولقاء رئيس الوزراء الماليزي، محمد نجيب عبد الرزاق، ورئيس الحزب الإسلامي إضافة إلى عقد اجتماعات عدة مع وزراء وقادة أحزاب ماليزيين.

وعلق خالد مشعل على الزيارة بالقول: " أن الهدف منها وضع الجميع بتطورات القضية الفلسطينية خاصة مع اندلاع انتفاضة القدس التي جاءت في ظل شرارة الاشتعال الساخنة ونتيجة لمحاولات قادة العدو تقسيم الأقصى".

وعبر رئيس المكتب السياسي عن سعادته لزيارة ماليزيا والطواف بكل ساحات العالم العربي والإسلامي وساحات العالم شرقاً وغرباً من أجل نقل رسالة قضية فلسطين.

ويأتي تطور العلاقات الخارجية لحماس، في ظل انفراج العلاقة بين الحركة والعهد السعودي الجديد بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث زار المكتب السياسي لحركة حماس المملكة السعودية في يوليو تموز الماضي، بطلب مسبق من الحركة للقاء القيادة السعودية وأداء العمرة، بحسب تصريح سابق لصالح العاروري.

وأكد العاروري في حينها "للرسالة نت" أن النقاشات تركزت حول جهود المملكة في رفع الحصار عن قطاع غزة ودعم جهود اعادة الاعمار ومؤازرة سكان غزة"، كاشفا عن وعد قطعه لهم ولي ولي العهد محمد بن سلمان بتقديم "دعم لغزة أفضل مما تتوقعوه وتقدروه".

وعلى صعيد مماثل، استقبلت حركة حماس دعوة من روسيا لزيارتها، بعد لقاء جميع وزير الخارجية سيرغي لافروف مع مشعل في الدوحة، وعلق المسئول في حماس والذي رفض ذكر اسمه: "هناك دعوة موجهة من القيادة الروسية حتى الان لم نتفق على موعدها".

بوصلة واحدة

وحول الأساس الذي تقوم عليه علاقات حماس مع الدول والمنظمات العربية والدولية، أكد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن علاقات حركته قائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، مقابل عدم التدخل في قرارنا، وأشار إلى أن حركته حريصة على تعزيز عمقها العربي والإسلامي، ولديها الارادة لتحسين علاقاتها مع المحيط الاقليمي، وبين أن حماس تريد حشدا من الدول لدعم مشروعها المقاوم.

وقال الحية "للرسالة": "في علاقتنا السياسية رغم تعقيد حال الامة الطائفي والسياسي وتَمزقِّه، نضع ذلك جانبا ولسنا معنيين في اثارة هذا البعد، والقاعدة التي نبني عليها علاقاتنا ألا نتدخل في شؤون الدول وألا تتدخل في قرارنا".

وأوضح أن أحد أسرار نجاح حركته انها تجاوزت نسيبا الإطار الحزبي إذا ما قورنت بتجارب اسلامية اخر، مبينا أن حركته تتقمص ألم الأمة، وتشارك الشعوب الحرة بعمقها الانساني.

العلاقة مع إيران والتي شابها الفتور لسنوات عديدة على إثر الأزمة السورية، برز خلال العام الماضي بوادر بث الحياة فيها من جديد، تمثلت بزيارة وفد رفيع المستوى من الحركة لطهران، وتلاها تبادل للقاءات بين ممثل الحركة وقيادات ايرانية رفيعة المستوى.

خالد القدومي ممثل الحركة في طهران، وصف العلاقة بين حركته والأخيرة بالجادة، وأن طرفا العلاقة يدركان حجم التحدي على مستوى الأمة، الذي كان له نتائج سيئة على الجميع، لا سيما تراجع فلسطين عن أولويات الكثير من الاجندات.

وبين القدومي في حديث "للرسالة"، أن أساس العلاقة بين حركته وإيران بدأت في أواسط التسعينيات بعقل متفتح ورؤية واضحة تشترك في الأيدلوجيا والمصلحة العامة وبوصلتها فلسطين، ومن ذاك التاريخ تعرضت العلاقة لصعود وهبوط مع ثبات العامل المشترك وهو دعم القضية الفلسطينية.

رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، أكد أن حركة حماس تعرضت لإشكاليات وأزمات بعضها امتداد لما سبق والبعض جديد على اعتبار وجود فوضى في الاقليم العربي والدولي وفقدان للبوصلة السياسية الدولية.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية والمقاومة أصبحت تقع في دائرة الارتباك العربي مما أثر على علاقات حماس الخارجية، ويرى بأن هناك اختراقا في علاقات حماس الخارجية تتمثل بفتح العلاقة مع العاهل السعودي الجديد، ومع دولة جنوب افريقيا، اضافة الى الزيارة الرسمية لماليزيا وطرق باب دول جنوب شرق أسيا.

غير أن التحولات الجديدة في علاقات حماس الخارجية تحتاج منها الى دراسة دقيقة، مصحوبة بمبادرات جديدة لإنشاء علاقات مع دول على خلاف معها، وإن احتاجت الى تقديم بعض التنازلات المدروسة. حسب ما يطرح الكاتب السياسي الحمد.

وتوقع الحمد أن يحمل العام المقبل بشائر وتطور مهم على صعيد علاقاتها الخارجية بفعل أدائها السياسي، لا سيما وأن المواجهة القوية التي خاضتها في غزة وأظهرت قدرتها الفائقة، مقابل اجرام الاحتلال، ما ألقى بظلال ايجابية للحركة في الشارع الأوروبي، وأدى الى احداث ضغط مدني، وكان من ثمار ذلك قرار رفع حركة حماس من قائمة الارهاب.

البث المباشر