قائد الطوفان قائد الطوفان

بين رفض القانون الدولي ودعم إدارة ترامب القادمة

(إسرائيل) تخطط لالتهام أراضي الضفة وخنق سكانها.. كيف ستنفذ ذلك؟

غزة- خاص الرسالة نت

دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل ‏الفلسطيني المحتل وكل أماكن تواجده للخروج للميادين وإشعال ساحات المواجهة مع الاحتلال، رفضاً للإبادة الجماعية في غزة، وكذلك ضد مخططات الضم وفرض السيادة الصهيونية على ‏الضفة الغربية المحتلة‎.‎
وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي: "إن خطر الاحتلال يلاحق كل فلسطيني سواء في غزة أو ‏الضفة أو القدس أو الداخل المحتل، وإن الاحتلال وضع عينه على كل ما هو فلسطيني إنسانا أو حجرا ‏أو شجرا، ويريد رسم واقع جديد مبني على الأكاذيب والخداع وتزييف الواقع والتاريخ والجغرافيا"‌‎.‎
دعوة حماس جاءت بعد تصاعد الحديث في كيان الاحتلال عن مساعْ حقيقة وحثيثة لضم الضفة ‏الغربية في العام 2025، خاصة بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. 
وعمل الاحتلال خلال العام الجاري على تصعيد الاستيطان والسيطرة على الأراضي في الضفة الغربية ‏بشكل غير مسبوق في ظل الحكومة الأكثر تطرفاً. ‏
وكان وزير مالية الاحتلال سموتريتش قد تعهد من قبل ببناء مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف دولي ‏جديد بدولة فلسطين، وبقرب تنفيذ مخططات ضم الضفة الغربية خلال العام 2025.‏
ومنذ اتفاقه مع نتنياهو للانضمام إلى الائتلاف الحاكم عام 2022، حصل سموتريتش على منصب  في وزارة الجيش أيضا، وهو يخوّله بإدارة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة‎.‎
وأنشأ سموتريتش دائرة منفصلة في مقر الإدارة المدنية التي تتبع لجيش الاحتلال لإدارة شؤون ‏الاستيطان والمستوطنين، وشجع إقامة المزارع الرعوية التي تتيح الاستيلاء على أراض شاسعة‎.‎

وصنفت الحكومة جزءا كبيرا من الضفة كأراضي دولة ومناطق عسكرية مغلقة ومحميات طبيعية، وبعد ‏السابع من أكتوبر/تشرين الأول صنفت أراض جديدة كمناطق أثرية‎.‎
وتشير أرقام هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية الى أن الضفة الغربية المحتلة شهدت منذ بداية ‏العام الجاري مصادرة سلطات الاحتلال قرابة 42 ألف دونم من الأراضي بذرائع مختلفة، كإعلانها ‏أراضي دولة تابعة لـ"إسرئيل" أو وضع اليد عليها أو تعديل حدود المحميات الطبيعية‎ .‎

ما هي المناطق التي يسعى الاحتلال لضمها في الضفة الغربية؟

ووفقاً لاتفاق أوسلو تتقسم أراضي الضفة الغربية إلى 3 مناطق، وهي منطقة "أ" تخضع أمنيا وإداريا ‏للسلطة الفلسطينية، ومنطقة "ب" تخضع إداريا للسلطة الفلسطينية وأمنيا للاحتلال، ومنطقة "ج" تخضع ‏أمنيا وإداريا بالكامل للسيطرة "الإسرائيلية"‌‎.‎
لكن فعلياً لم تتمكن السلطة من إدارة المناطق "أ" التي يفترض أنها تتبع لها بالكامل، فقد عمل الاحتلال ‏على تعزيز سياسية الاستيطان والاقتحامات، ما أدى إلى قضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وزيادة ‏أعداد المستوطنات‎.‎
ووفق مركز الإحصاء المركزي "الإسرائيلي" فإن أعداد المستوطنات بالضفة الغربية تقدر بحوالي 144 ‏مستوطنة، منها 12 في شرقي القدس، وأكثر من 100 بؤرة استيطانية غير قانونية بالضفة، تنتشر ‏بمعظمها في أراضي المنطقة "ج"، وبعضها بالمنطقة "أ‎".‎
لكن تهديدات الاحتلال ومخططاته بالضم تشمل غالباً المنطقة "ج" التي تنتشر فيها المستوطنات والبؤر ‏الاستيطانية.‏
وتشكل مساحة المناطق المصنفة "ج" بـ61% من مساحة الضفة الغربية الاجمالية، أكثر من 70% منها ‏تخضع منذ سنوات طويلة لإجراءات عسكرية وأمنية "إسرائيلية" مشددة تحظر على الفلسطينيين استخدام ‏تلك الأراضي والمساحات.‏
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية فإن 42% من المساحة الاجمالية للضفة الغربية ‏تسيطر عليها "إسرائيل" بشكل كامل من خلال "المستوطنات ومناطق غلافها والشوارع الالتفافية ومناطق ‏التدريبات العسكرية للجيش والأراضي المعلنة كأراضي دولة ...الخ".‏

ما هي أبرز الخطوات التي عمل عليها الاحتلال تمهيداً لضم الضفة؟

أولاً: اعتمد سياسة قضم الأراضي ومصادرتها وطرد السكان الفلسطينيين منها وبناء المستوطنات، ومن ‏ثم عمل على ربط المستوطنات ببعضها البعض عبر طرق وشوارع تجعلها مرتبطة، وفي ذات الوقت ‏تفصل المدن الفلسطينية عن بعضها لتصبح تجمعات سكانية معزولة.‏
وقالت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية "الإسرائيلية" إنه تم إنشاء ما لا يقل عن 43 بؤرة استيطانية ‏جديدة (في الضفة الغربية)، معظمها بؤر استيطانية زراعية، تركز على الاستيلاء على الأراضي والطرد ‏المنهجي للفلسطينيين"، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.‏
ثانياً: ربط البنية التحتية والإدارية والقانونية والاقتصادية الفلسطينية بدولة الاحتلال ليكون الإعلان عن ‏قانون الضم في حال حدوثه هو خطوة سياسية تتوج ما تم تطبيقه على الأرض من عملية ضم فعلية ‏تجري منذ عقود.‏
ثالثاً: اعتمدت حكومات الاحتلال على هجمات وجرائم المستوطنين في الضفة الغربية المركزة لإجبار ‏الفلسطينيين على ترك القرى والأراضي والزحف نحو المدن المركزية الفلسطينية بهدف إفراغ الأراضي ‏والسيطرة على أكبر قدر من الأرض مقابل حشر أكبر عدد من السكان في مناطق محددة ومحصورة ‏ومتمركزة في المدن الكبرى لتشكل ما يشبه التجمعات السكانية المنفصلة لتسهيل عملية الضم.‏
رابعاً: الدعم السياسي الذي حصلت عليه دولة الاحتلال، حيث كشفت هيئة البث "الإسرائيلية" أن خطط ‏ضم الضفة الغربية جاهزة بالفعل وعملت عليها دولة الاحتلال منذ عام 2020 خلال الولاية الرئاسية ‏الأولى لترامب بوصفها جزءا مما سمي بصفقة القرن، وتشمل الخطط خرائط مفصلة وأوامر توسيع ‏المستوطنات وصياغة لقرار حكومي‎.‎

ما مصير سكان الضفة الغربية في حال الضم؟

مع مساعي دولة الاحتلال الواضحة والصريحة في السيطرة على الأرض دون تحمل عبء السكان فإنها ‏غالباً قد تلجأ في التعامل مع الفلسطينيين في الضفة على أنهم مواطنين فلسطينيين يقيمون في أرض ‏تابعة لدولة الاحتلال مع احتفاظهم بهوياتهم الفلسطينية والخدمات المقدمة لهم من السلطة الفلسطينية، ‏لكن مع الكثير من القيود خاصة على الحركة والبناء والعمل.‏

البث المباشر