طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

خلال حلقة بثها راديو الرسالة

دعوة فصائلية لتحقيق الشراكة في إدارة معبر رفح

أثناء الحلقة الخاصة
أثناء الحلقة الخاصة

الرسالة نت- (خاص)

أكدّ ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، ضرورة تحقيق الشراكة الوطنية في إدارة المعابر، بما يحقق إنهاء أزمة إغلاق معبر رفح.

جاء ذلك خلال حلقة إذاعية بثها راديو الرسالة، جمع فيها الأطراف المعنية بقضية معبر رفح، تحت عنوان "من يغلق معبر رفحّ"، لتوضيح الأمور وما هي آخر التطورات، بالإضافة إلى طرح العديد من الأسئلة التي تدور حول مسببات تعطيل عمل المعبر وآليات الخروج بحلول توافقية لفتحه.

وتباينت آراء ممثلي الفصائل اتجاه المسؤول عن أزمة المعبر، والموقف من إدارته بفعل تعنت السلطات المصرية برفض فتح المعبر في ظل وجود عناصر من حكومة غزة السابقة، وإصرار السلطة على تنحي موظفي الحكومة من الوجود في المعابر، بينما تتمسك حركة حماس بالشراكة الوطنية في إدارة المعابر.

حركة حماس على لسان القيادي فيها، إسماعيل رضوان، استعرضت رؤيتها اتجاه إدارة أزمة المعبر.

أهمية الشراكة

وشدد رضوان على أهمية الشراكة الوطنية في إدارة الهم الفلسطيني، وتحديدًا معبر رفح، رافضًا في الوقت ذاته مبدأ المساومة من منطلق "إحلال وابدال الآخرين على المعابر".

وأكدّ رضوان خلال مداخلته، أن جميع الحكومات المتعاقبة على المعبر تعاملت مع الموظفين العاملين عليه بما في ذلك من عينتهم سلطات الاحتلال، مشيرًا إلى أولوية التعامل مع موظفي المعبر الذين تم تعينهم خلال المرحلة الماضية، سيما وأنهم جزء من الشعب الفلسطيني.

وقال إن حركته ترفض مصطلح تسليم غزة أو المعبر، فتلك تدلل على أن حركته سلطة احتلال تسيطر على غزة وعليها تسليمها للشرعية.

وأكد رضوان، أنه لا يمكن الطلب من حركة قادت المقاومة في غزة وكانت سبب تحرير أراضيها من المستوطنين بأن تنسحب.

ونفى أن تكون حركته هي من تتحمل مسئولية مشكلة معبر رفح، مبينا أن السلطة هي من تحرض على إغلاق الحدود بالمياه وتدعو إلى تشديد الحصار.

وذكر رضوان أن الجانب المصري دوما يخبر حركة حماس، أن السبب في اغلاق معبر رفح يعود لدواعٍ أمنية، مشيرا إلى أن السلطات المصرية تتعامل مع حركة حماس منذ حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وحتى النظام الحالي، "لذا لا يمكن القول بأن المعبر مغلق بسبب وجود حركة حماس في غزة". وفق قوله.

دعوة للسلطة

ودعا، رئيس السلطة محمود عباس، إلى تسليم حرس الرئاسة معبر رفح، لكن لا يمكن التعامل مع الموظفين الحاليين وفق نظام الاحلال أو الاقصاء، مؤكدا على أن من يريد المصالحة لابد أن يحرص على الشراكة.

وقال: "حماس قدمت خطوات كثيرة من أجل الشعب الفلسطيني، لذا لا نقبل أن يتم استغلال حاجة الناس في أطر سياسية".

وتابع أن حماس لم تمنع حكومة التوافق استلام مهامها في غزة رغم أنهم لا يعترفون بحقوق موظفي حركة حماس السابقة.

بينما أعلن القيادي في حركة حماس أبو بكر نوفل، أن الـحركة جاهزة لدراسة أي مبادرة تطرح عليها من الفصائل، نافيًا أن يكون هناك رفض مبدئي من حماس لأي مبادرة تتعلق بإدارة المعبر.

وأكدّ نوفل في كلمته باللقاء، أن الاشكالية تتعلق برفض الآخرين القبول بالتعددية السياسية والفكرية، وليس بفتح معبر رفح، مشددًا على أن الشراكة هي المدخل السليم لإقامة علاقة وطنية صحية بين جميع الفصائل.

وانتقد دور الفصائل الفلسطينية الأخرى التي لا تزال تتعامل بسلبية اتجاه الأوضاع، دون وجود ضغط كاف على الطرف المعطل للمصالحة والرافض للشراكة الوطنية.

لا رغبة بحماس

أمّا القيادي في حركة فتح أشرف جمعة، فرغم إقراره بأهمية الشراكة الوطنية، نوّه إلى أن طبيعة الأزمة مع الأطراف المعنية تقتضي على حركة حماس تسليم المعبر، وتحميل المسؤولية الكاملة لرئيس السلطة محمود عباس بإدارته كونه المسؤول عن قطاع غزة.

وقال جمعة إن الأطراف المعنية لا ترغب بوجود حماس على المعابر، مطالبًا الحركة بالإعلان عن تسليم المعبر وإقامة الحجة على الأطراف الأخرى، وسحب الذرائع منها، بدلا من إبقائها في محل الاتهام.

واقترح جمعة بأن تتولى الفصائل إدارة المعبر والاشراف عليه، لتقوم هي الأخرى بدورها وتحميلها المسؤولية اتجاه الأوضاع في غزة.

ودعا إلى "تسليم قطاع غزة وليس المعبر وحده، كون الشعب يعاني منذ سنوات الحصار ولا يوجد سوى منفذين لحركة المواطنين الأول معبر رفح، والثاني بيت حانون ولا يسمح للكثيرين الخروج من بوابته". وفق قوله.

ولفت جمعة إلى أنه في حال عدم وجود وحدة وطنية بين الفصائل على قاعدة التوافق سيكون هناك مشكلة على معبر رفح، مشيرا إلى أن المبادرات كالمسكنات لن تحل الأزمة، لذلك لا بد من الوصول إلى الوحدة الوطنية.

وبحسب قول جمعة، فإن هناك مبادرة مصرية قد يكون معبر رفح جزءًا منها، موضحًا أن المبادرة تتضمن ثلاثة بنود أولها يتعلق بإجراء مصالحة داخلية بين حركة فتح، ومن ثم إجراء مصالحة بين "حماس وفتح"، والعمل أخيرًا على إنهاء أزمة معبر رفح.

وعن رفض رئيس السلطة محمود عباس رفض الشراكة مع حركة حماس، أوضح أنها فصيل وطني لا يمكن اجتثاثه، لذا يجب على الحركة وعباس القبول باتفاقيات القاهرة.

ودعا جمعة حركة حماس إلى تغيير العقلية السياسية واتخاذ خطوة جريئة لصالح الشعب الفلسطيني، "فذلك يضمن لهم مكاسب شعبية أخرى، مطالبا اياها باتخاذ قرار تسليم معبر رفح للفصائل الفلسطينية وترك الأخيرة لتحمل مسؤولياتها في ذلك".

واكدّ أن الرئاسة الفلسطينية هي المسؤولة عن كل ما يتعلق بـإدارة الأوضاع في غزة، وعلى أبو مازن تحمل مسؤولياته.

مبادرة الفصائل

وخلال اللقاء، كشف ذو الفقار سويرجو القيادي في الجبهة الشعبية عن مبادرة الفصائل، التي جاءت بعد عصف فكري بين الفصائل لوضع مخرج للخروج من الأزمة، متوقعًا أن يتم طرحها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبحسب قوله فإن استمرار المشكلة على معبر رفح ترجع إلى أن مستويات الثقة متدنية بين فتح وحماس، مشيرًا إلى أن حماس تصر على المعبر كونها تعتبره سيادية لها وقد يكون له تأثير سلبي على مقاومتها.

واعتبر سويرجو مناشدات حركة حماس المستمرة للسلطات المصرية عقيمة، كونهم لا يريدون التعامل مع حماس.

وأكدّ أن مفتاح معبر رفح متعلق بيد حركة حماس، مطالبًا اياها بتسليم المعبر للسلطة الفلسطينية ولتتحمل الأخيرة مسؤوليتها الكاملة حول ذلك الأمر.

وقال سويرجو إن الجانب المصري يرفض وجود حركة حماس، وهو ما يتطلب البحث عن حل لإنهاء معاناة الناس، مقرًا بأن رئيس السلطة محمود عباس يمارس التفرد الكامل بـالقرار الفلسطيني، غير أن حماس وجميع القوى مطالبة بوضع ملف المعبر لديه كي يتولى مهامه ومسؤولياته.

وأوضح أن الفصائل ستتفق على المبادرة، ومن ثم ستشرع بإرسالها إلى حكومة التوافق، التي ستتولى هي مناقشتها مع الجانب المصري.

وشدد على أن الفصائل لن تسمح لأي جهة المساس بـسلاح المقاومة مهما كانت، وأن كتائب القسام لم تعد تعني حماس وحدها بل أضحت الجيش الوطني الفلسطيني.

البث المباشر