قائد الطوفان قائد الطوفان

تحصين الحافلات في القدس يثبت فشل سياسة الردع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت_ محمد العرابيد

مع استمرار انتفاضة القدس ودخولها الشهر الثالث، لا تزال وتيرة العمليات الفدائية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال في ارتفاع مستمر، وهو ما يزيد مخاوف الاحتلال من أن تصبح العمليات عملا يوميا دون نجاح الاجراءات التي يتخذها من ردعه.

ومنذ أن بدأت الانتفاضة انطلقت محاولات اخمادها ووأدها بأشكال وطرق مختلفة، إلا أنها باءت بالفشل، حتى أصبحت تشكل مصدر قلق حقيقي للجيش (الإسرائيلي) ومستوطنيه، ما أدى لتزايد الأصوات الغاضبة على الحكومة ورئيسها.

هذه الأصوات (الإسرائيلية) خاصة من المستوطنين اليمينيين باتت تطالب رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو بالاستقالة على خلفية عدم توفيره الأمن لهم بعد تزايد عمليات الدهس والطعن.

وفي محاولة لتخفيف حدة الغضب الشعبي على حكومة الاحتلال من خلال اتخاذ المزيد من الاجراءات لحمايتهم قررت الحكومة تحصين محطات الحافلات في القدس من خلال ميزانية تُقدّر بمليوني شيكل للشهر الواحد، وفقاً لما نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم".

وأوضحت الصحيفة أن القرار اتخذ عقب مشاورات أمنية أجراها نتنياهو مع وزير الحرب موشيه يعلون ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان ووزير المواصلات يسرائيل كاتس ورئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات.

وأضافت: "بركات قدّم خطة إلى الوزير كاتس والجهات الأمنية الإسرائيلية لحماية 300 محطة حافلات في القدس".

وبينت أنه تم عرض الفكرة سريعاً على نتنياهو والوزراء الآخرين، الذين وافقوا عليها بعد عملية الدهس التي نفذها الشاب عبد المحسن حسونة، وأدت إلى إصابة ما يزيد عن عشرة مستوطنين.

إجراءات ردعية وأخرى عقابية تأملت حكومة الاحتلال بأن يخرجها من حالة الارتباك الأمني الذي بات يؤثر على الرأي العام (الإسرائيلي) إلا أن جميع تلك القرارات تفشل بعد كل عملية ينفذها الفلسطينيون ضد الاحتلال.

خالد العمايرة المختص في الشأن (الاسرائيلي)، قال "إن الاحتلال فشل في كيفية التعامل مع المواجهات وادارتها، نظراً لاتباعهم منطق القوة الذي لم يعد يجدي نفعاً في ردع الفلسطينيين عن مواصلة انتفاضتهم وتحقيق أهدافهم، بل يزيدهم تمسكاً بالدفاع عن وجودهم ومعتقداتهم.

وأكد العمايرة في حديث لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال فشل في التخطيط الأمني للسيطرة على الضفة، فقد تفاجأوا بالطاقة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه.

وأضاف: "القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الاحتلال المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) مؤخرًا في محاولة لوقف انتفاضة القدس، لن تقود حكومة نتنياهو للسيطرة على هذه الانتفاضة التي يشكل استمرارها تهديدا حقيقيا لوجود (إسرائيل)".

وتعكس قرارات الاحتلال حالة التخبط والفوضى التي يعيشها في مواجهة انتفاضة القدس، كما فشلت قراراته في وقف العمليات ومنها ترحيل أهالي منفذي العمليات لغزة.

ويرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم أن قرارات قادة الاحتلال تأتي في سياق التوتر الأمني والسياسي الذي تسببت به الانتفاضة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل.

وقال قاسم: "يبدو أن قادة الاحتلال باتوا يدركون جيداً أن كافة الخطوات الأمنية والقمعية التي اتخذوها مسبقاً في المدن الفلسطينية لم تفلح ولم تجلب أي نتائج إيجابية في وأد الانتفاضة، لذلك فإن المساعي هنا تدور حول تنفيذ عملية احتلال كبرى للضفة".

وبيّن أن سلطات الاحتلال تخشى بشكل كبير انتقال العمليات إلى العمق (الإسرائيلي) بشكل مستمر، رغم أن ذلك جرى في عمليات سابقة نفذت في (تل أبيب) إلا أن سلطات الاحتلال تخشى خروج الأمور عن السيطرة.

وشدد على أن كافة الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، "لن تؤثر على سير الانتفاضة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن وقف هذه الانتفاضة يمكن تحقيقه من خلال إعلان إنهاء الاحتلال.

البث المباشر