استمرار انتفاضة القدس وتصاعدها لأكثر من شهرين حشر حكومة الاحتلال في الزاوية بعد ان باتت عاجزة وحرجة أمام المجتمع (الإسرائيلي) في وقف المواجهة او حتى السيطرة عليها.
وتسعى (إسرائيل) بكل الوسائل الى نزع فتيل الانتفاضة من خلال تشديد الخناق وممارسة أسلوب العقاب الجماعي الذي تتخذه ضد الفلسطينيين لكن المعطيات على الأرض تُشير إلى تصاعد الانتفاضة رغم القبضة الحديدية التي يفرضها الاحتلال على مناطق الضفة المحتلة.
ووفق صحيفة معاريف العبرية فإن أجهزة أمن الاحتلال غير متفائلة في وقف الانتفاضة بل تتوقع المزيد من العمليات في الفترة المقبلة.
وتضيف الصحيفة في تقرير لها، أن ما يزيد ذعر (الإسرائيليين) أنه تمت مهاجمة المواقع المرشحة لأن تكون معاقل لمنفذي الهجمات، وتم أيضا اعتقال المطلوبين من أسرهم داخل بيوتهم، ورغم ذلك لم تتراجع وتيرة الهجمات.
ويؤكد التقرير أن حكومة الاحتلال أصبحت تائهة أمام الخيارات التي يمكن أن تتخذها في الوقت الذي أظهرت تحليلات أجهزتها الأمنية أن سياسة الضغط لن تنجح في منع استمرار الانتفاضة
تؤرق الاحتلال
ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن الاحتلال بدأ يدرك أن ما يجري انتفاضة حقيقية وليس مجرد موجة أحداث ستنتهي خلال أيام.
وأكد عبدو لـ"الرسالة نت " أن استمرار الانتفاضة أصبح يؤرق الاحتلال والمنظومة الغربية بأكملها كون استمرارها يؤدي لمردود سلبي على مشروع الاحتلال مما دفع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى التحذير من استمرار المواجهة داعية الى ضرورة حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
وعن الخيارات التي ستلجأ إليها حكومة الاحتلال من أجل وقف الانتفاضة بين عبدو أنها ستذهب للمزيد من فرض العقوبات والإجراءات المشددة، إلا أن تلك الإجراءات ستساهم في تصاعد الانتفاضة وتزايد وتيرتها.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عبد الستار قاسم مع سابقه عبدو في أن استمرار الانتفاضة جعل (إسرائيل) تائهة وحرجة، مرجعاً ذلك إلى أن العمليات فردية وقرار تنفيذها يأخذ الطابع السري الذي كشف عجز أجهزتها الأمنية.
ويؤكد قاسم لـ"الرسالة نت " أن إجراءات الاحتلال القمعية وسياسة العقوبات الجماعية التي يفرضها لن تنجح في ردع من ينوي تنفيذ أي عملية فدائية بل ستزيد من دوافع تنفيذ تلك العمليات.
وبالعودة إلى عبدو فقد أشار إلى أن استمرار الانتفاضة سيجعلها تأخذ منحى آخر وقد يدخلها مرحلة العمل العسكري المسلح الذي سيكون مساندا للحجارة.
وخلص المحللان إلى أن استمرار الانتفاضة ودخولها مرحلة العمل المسلح سيشكل منعطفا تاريخيا ويخلق بيئة مغايرة لحسابات الاحتلال.