أصبحت التكنولوجيا جزءاً من الحياة اليومية، ومن الطبيعي أن يمتلك الشخص جهازاً ذكياً واحداً على الأقل, ولأن شركات التكنولوجيا تُدرك ذلك اتجه بعضها إلى محاولة فهم السلوك الإنساني عبر الإنترنت.
وأطلقت شركات كبرى أبحاثاً حول تحليل شخصية المستخدم عبر تحليل سلوكه الرقمي من خلال عبارات البحث التي يستخدمها أو تسوقه الإلكتروني أو الألعاب التي يمارسها على الإنترنت، أو حتى تغريداته ومنشوراته على شبكات التواصل الاجتماعي، للتمكن من اكتشاف الأمراض النفسية وعلاجها في مراحلها المتقدمة.
وبدأت «غوغل» أبحاثها بالفعل، ومن المتوقع أن تتطوّر بعد انضمام الدكتور في «المعهد الوطني الأميركي للصحة النفسية» توم انسل (64 عاماً) إلى الشركة لتبدأ حقبة جديدة من الأبحاث.
ويؤمن أنسل بجدوى التكنولوجيا وخصوصا القابلة للإرتداء (الساعات وغيرها) في قدرتها على التنبؤ واكتشاف الخلل النفسي مبكراً ومعالجته فور اكتشافه من دون تحليلات للدم أو تصوير للمخ، أو فحوص مرهقة للمريض، إنما فقط عن طريق تحليل السلوك الشرائي للشخص ونشاطاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مراقبة ضغطه وقلبه وصوته باستخدام ساعته الذكية.
وأثارت الدراسات تساؤلات حول اختراق الخصوصية لما يتخللها من إجراءات مثل المراقبة اليومية ووضع حياة المستخدمين تحت المجهر، إلا أن التقدم اليومي في التكنولوجيا يجعل فصلها عن الدراسات النفسية أمراً صعبا، وهو ما قد يفتح نقاشات مستقبلية عن حماية بيانات المستخدمين ووضع قوانين أقوى تحمي حياتهم الخاصة وخصوصيتهم.