واجه الأسير الفلسطيني المحرر عمر زايد "النايف"، المقيم في بلغاريا، خطر تسليمه إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي وجهت عبر نيابتها العسكرية رسالة إلى السلطات ووزارة العدل البلغارية تطالب فيها بتسليمه، باعتباره "هارباً" من العدالة.
ووفق تقرير صدّر عن "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، فإنّ المطالبة الإسرائيلية جاءت مستندة إلى اتفاق دولي بينّ بلغاريا وإسرائيل بتسليم ما يسمى "المجرمين"، وقد طالبت النيابة البلغارية بوضع الأسير الفلسطيني بالحجز 72 ساعة إلى حين اتخاذ القرار بالمحكمة السريعة.
غيرّ أنّ مصادر "العربي الجديد"، تؤكد أنّ النايف يرفض تسليم نفسه حتى الآن للسلطات، وخاصة أنّ هناك مؤشرات قوية جداً على نية بلغاريا تسليمه إلى سلطات الاحتلال التي تقول إنّ قضيته فاعلة قانونياً حتى 2020.
واعتقل النايف قبل اتفاقيات أوسلو عام 1986 في مدينة القدس وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من مكوثه في السجن أعلن إضراباً عن الطعام، وبعد أربعين يوماً من الإضراب تم نقله إلى إحدى المستشفيات في مدينة بيت لحم، وفق الهيئة التي تتبع منظمة التحرير الفلسطينية.
وقالت الهيئة إنه في 21 مايو/ أيار 1990 هرب عمر من المستشفى، وتمكن من الاختفاء ومن الخروج من الوطن، وعاش متشرداً في الدول العربية حتى 1994 حيث سافر إلى بلغاريا واستقر هناك، وتزوج ولديه ثلاثة أطفال، وزوجته وأولاده يحملون الجنسية البلغارية، كما أن لديه إقامة دائمة في بلغاريا.
من جهته، أكدّ رئيس وحدة التوثيق والدراسات بهيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، لـ"العربي الجديد"، أنّ إسرائيل تحاول استغلال الأجواء العامة، لملاحقة كل فلسطيني لديه ملف قديم لديها، لكنه لفت إلى أنّ الأمر يتعدى الأسير النايف.
وقال فروانة إنّ أمر الملاحقة رسالة لكل فلسطيني في أوروبا، وقد يكون تمهيداً لمطالبة إسرائيل بتسليم آخرين، إلى جانب أنها تحاول أنّ تبث الرعب لدى الآخرين الناشطين في الساحة الأوروبية، متوقعاً أنّ يحدث ما يجري مع النايف مع كثير من الفلسطينيين إنّ جرى تسليمه.
وأوضح أنّ إسرائيل بدأت في بلغاريا لوجود نفوذ يهودي واضح هناك، إلى جانب العلاقة المميزة التي تجمعها مع السلطات، مؤكداً أنّ هناك مخاوف حقيقية من تسليمه إلى إسرائيل، زمن امتداد هذه الحملة لتشمل آخرين.
ونبه فروانة إلى وجود تحركات فلسطينية لمواجهة القضية، ومنها تحرك السفارة الفلسطينية في بلغاريا التي تأخذ الأمور على محمل الجد، وهناك لقاءات بين السفارة والمخابرات البلغارية التي أوضحت لهم خطورة الموقف ورفضها تسليم نايف حتى لا يشكل سابقة.
وبيّن أيضاً أنّ الجالية الفلسطينية في بلغاريا متوحدة حول قضية النايف، وهناك تحركات جادة لمنع تسليمه ودعم قوي لقضيته على الرغم من التباينات الموجودة بين الفلسطينيين هناك.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دعت السلطات البلغارية إلى رفض الدعوة التي تقدم بها الاحتلال الإسرائيلي لاعتقال وتسليم المناضل الفلسطيني النايف، والتوقف عن ملاحقته فوراً، محذرة من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن الاستجابة للمطالب الصهيونية.
وطالبت الجبهة بضرورة التحرك الفوري من مؤسسات منظمة التحرير والسفارات الفلسطينية في صوفيا وفي أوروبا عموماً للقيام بواجبها وتحمل مسؤولياتها في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية والسياسية لحماية المناضل زايد، وضمان عدم ملاحقته أو تسليمه لكيان الاحتلال.
ودعت الجبهة كل المؤسسات الحقوقية المعنية ذات الصلة وكل أحرار العالم وأصدقاء الشعب الفلسطيني، خاصة في بلغاريا، إلى ممارسة الضغط السياسي والإعلامي.
العربي الجديد