قائد الطوفان قائد الطوفان

"محمود الأغا" يلحق شقيقه الاستشهادي برصاص قناص (إسرائيلي)

الشهيد محمود الأغا
الشهيد محمود الأغا

الرسالة نت – معاذ مقداد

خبر ارتقائه كان صدمة لم يصدقها ذووه، فكانت كلمات الوداع الأخيرة من والدته "خذوني معكم يما، مالي غيركم بالدنيا"، حيث قصم الشهيد القسامي محمود الأغا ظهر والديه بارتقائه ولحاقه بشقيقه الاستشهادي باسم، ليترك فجوة كبيرة في حياة أبيه وأمه.

وقبل ليلة من استشهاد محمود، رأت والدته في المنام أن نجلها الاستشهادي باسم قد أتى اليها وأخذ شيئا وعاد أدراجه، ليرتقي يومها شقيقه ويلتقي الإخوة شهداء.

الجمعة الماضية ترك الشهيد محمود (23 عاما) والدته في المنزل مبلغا اياها بعودته بعد وقت قصير، ليتوجّه رفقة أصدقائه إلى الحدود الشرقية لخانيونس حيث الموجهات بين الشبان وقوات الاحتلال بمنطقة الفراحين، لتستقر رصاصة قناص "إٍسرائيلي" في رأسه مباشرة.

ورغم تواجد الأغا في منطقة بعيدة عن المواجهات إلا أن أصدقاء ومقربين من الشهيد قالوا إن قنصه برصاص الاحتلال جاء بشكل مقصود واستهداف واضح، لتواجده في مناطق بعيدة للغاية عن المواجهات.

يقول عبدالله الأغا ابن عم الشهيد، إن ارتقاء محمود جاء بمثابة "رصاصة الرحمة" وكأنها قتلت والديه فهو ظهيرهم وركن المنزل الأساسي بعد شقيقه الاستشهادي باسم الذي ارتقى خلال عدوان صيف 2014على غزة.

وعمل الشهيد محمود منذ مدة زمنية على بناء شقته وتجهيزها، ويضيف ابن عمه، أنه كان يعمل في مجال تصوير المستندات والصيانة، وهو يعيل عائلته بعد شقيقه الشهيد باسم.

أما الشيخ محمد الأغا والد الشهيد محمود، فلم تسعفه الكلمات في وصف حاله بعد فراق ركن المنزل الآخر، فكان محمود وباسم هما ركنيّ المنزل وأساسه، ليستقبل خبر استشهاد محمود بقوله: "رحمه الله، تمنى الشهادة ونالها".

وسبق لعائلة الشهيد والتي تقطن في السطر الغربي لخانيونس أن ودّعت منذ عام ونصف ابنها الاستشهادي باسم شقيق محمود، والذي استشهد بتنفيذه عملية نوعية فجّر خلالها دبابة "ميركافاة" عسكرية في منطقة القرارة شمال شرق المدينة.

وكان دعاء باسم الذي طالما صدح به "اللهم بخرني في سبيلك، ولا تجعل لي قبراً يزار، وارزقني الإثخان في العدو"، فارتقى كما تمنى فتبخّر جسده في ميدان المقاومة بمواجهة آليات الاحتلال وقتل جنوده.

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال تشييع الشهيد الأغا: "ما أعظمك يا محمود وأنت تسير على خطى شقيقك باسم، الذي أذاق العدو بأس جهاده ومقاومته، وكان معتكفا في رمضان، وكان من دعائه، ألا تجعل اللهم لي قبراً في الدنيا"، مثنيا على مناقب العائلة وصبرها وتقديمها الشهداء في سبيل الله.

البث المباشر