تواصلت ردود الأفعال في الصحافة الإسرائيلية على عملية اغتيال القيادي في حزب الله سمير القنطار، وانشغلت الأوساط السياسية في إسرائيل ببحث الرد المتوقع من حزب الله.
واعتبر الخبير العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" أن اغتيال القنطار كان عملية أمنية استخبارية معقدة استهدفته بشكل مباشر، ولم يقتل معه سوى بعض المشاركين معه في إقامة بنية عسكرية جديدة ضد إسرائيل في الجولان.
وأوضح ليمور أن الرد على اغتيال القنطار سيكون مرهونا -بمن وصفهم- "مشغليه الإيرانيين"، الذين تتزامن رغبتهم بالانتقام مع مصالحهم الواضحة في المنطقة، لا سيما في الملف السوري والبرنامج النووي، والأهم مصلحتهم العليا في المنطقة باستمرار حكم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال إنه آن للإسرائيليين أن يعرفوا أن ملف الانتقام لمقتل القنطار انتقل من الإيرانيين إلى حزب الله، مما سيجعل الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار على مدار الساعة، ويدفعه لتقليص الأهداف التي قد ينال منها الحزب على الحدود، رغم أن التجربة تؤكد أنه في النهاية سيجد هدفه الذي يبحث عنه، مرجحا أن لا ترد إسرائيل على رد حزب الله.
الحزب غير متفرغ
أما المراسل العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دافيد، فرجح أن يأتي رد حزب الله على الاغتيال بحذر شديد، لأن التجربة تقول إن الحزب يأخذ وقته عدة أيام حتى يختار الطريقة المناسبة للرد على إسرائيل، معتبرا أن حزب الله غير متفرغ لمواجهة عسكرية مفتوحة مع إسرائيل.
من جهته يرى المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون أن مسألة انتقام حزب الله لاغتيال القنطار ليست سوى مسألة وقت، وقد يأتي الرد كما يبدو عبر عملية برية.
وقال إنه بالتزامن مع ارتفاع درجة التأهب لدى الجيش الإسرائيلي، فإن التركيز وصل ذروته في المسار الأمني الاستخباري، مع إبداء اليقظة والحذر للدوريات العاملة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لأن أي عملية انتقام قد يقوم بها الحزب على الحدود ستحدث تغييرا جوهريا على تلك الساحة.
وأضاف زيتون أن في معظم العمليات الهجومية خلال السنوات الأخيرة المنسوبة لإسرائيل، واجه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله صعوبة في إخراج عملية انتقامية ضد إسرائيل.
وذكر الخبير العسكري رون بن يشاي في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه ينتظر كيف سيرد حزب الله على مقتل القنطار، مرجحا أن يكتفي الإيرانيون والحزب برد رمزي، من قبيل إطلاق صواريخ نحو إسرائيل لا تتسبب بسقوط أضرار كثيرة.
واعتبر أن إيران حريصة على عدم استدراج تصعيد مع إسرائيل قد يؤذي جهودهما في دعم نظام الأسد، وشركائه في المحور الشيعي، مضيفا أن الوجود الروسي في سوريا من شأنه أن لا يزيد الوضع اشتعالا.
الجزيرة نت