قائد الطوفان قائد الطوفان

بتصاعد الاستيطان والاقتحامات.. حكومة الاحتلال تشعل الانتفاضة

بتصاعد الاستيطان والاقتحامات.. حكومة الاحتلال تشعل الانتفاضة
بتصاعد الاستيطان والاقتحامات.. حكومة الاحتلال تشعل الانتفاضة

الرسالة نت-محمود فودة

رغم مرور 80 يوما على اندلاع انتفاضة القدس، وتأثيرها على الحياة في (إسرائيل)، حتى أصبحت كابوسا يلاحق المستوطنين في جميع أماكن تواجدهم، إلا أن الحكومة "(الإسرائيلية) اليمينية لم تتجه لاتخاذ أي قرار يهدأ الشارع الفلسطيني المنتفض، بل أبقت على أسباب اندلاعها.

ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن اقتحامات المسجد الأقصى عادت للواجهة من جديد بوتيرة مرتفعة مقارنةً ببداية الانتفاضة، بينما اتجهت الحكومة للمصادقة على بناء وحدات استيطانية جديدة، وتهربت من محاكمة قتلة الطفل أبو خضير ومرتكبي جريمة حرق عائلة دوابشة، وفوق ذلك كله لم تلتفت للمطالبات الدولية بضرورة السعي للحل السياسي مع السلطة الفلسطينية.

وعلى ما يبدو فإن الحكومة (الإسرائيلية) بقيادة نتنياهو تصر على استغلال حالة الضعف السياسي الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية، والانشغال الاقليمي والدولي في تحقيق أهدافها في القدس والضفة عبر استمرار مشروع التقسيم الزماني والمكاني، واستكمال مشاريع الاستيطان.

ومن جهة أخرى، فإن القيادة (الإسرائيلية) ترفض الاعتراف بصعوبة المشهد الحالي وأن الانتفاضة في حالة تمدد مع مرور الأيام، لأن من شأن ذلك أن يدفعها إلى تقديم تنازلات للطرف الفلسطيني، لتهدئة الأوضاع الميدانية، لكن ما سبق يقع ضمن خانة المحرمات في عقلية اليمين المتطرف.

ومن المؤكد بحسب المراقبين أن الجمهور الفلسطيني لا يمكنه العودة للمربع الأول قبيل اندلاع الانتفاضة دون تحقيق نتائج ملموسة، فكيف الحال إذ ما زالت أسباب انتفاضته قائمة!

وبحسب محمد حسين خطيب المسجد الأقصى فإن شرطة الاحتلال أبقت على تعاملها القديم في مسألة اقتحامات المسجد الأقصى، من حيث حمايتها الدائمة لمجموعات المستوطنين التي اعتادت اقتحام باحات المسجد تحت حجج واهية.

وأشار حسين في حديث لـ "الرسالة نت" إلى أن الاحتلال لم يوفِ بوعوده أمام المجتمع الدولي بأن يحافظ على الوضع القائم في المسجد، بل يسعى للتصعيد من خلال تسيير مجموعات كبيرة من المستوطنين لزيارته بشكل دوري.

ومن جهة أخرى، يرى المختص في الشأن (الإسرائيلي) عمر جعارة أن سياسة الحكومة (الإسرائيلية) المبنية على استخدام القوة في فرض المخططات في قضايا الصراع مع الفلسطينيين لن تدفعهم لتقديم أي تنازلات ذات فائدة للجانب الفلسطيني على المدى القريب على الأقل.

وخشية على مصيرهم احتج المئات من (الإسرائيليين) ضد سياسات حكومة نتنياهو المتشددة بحق الفلسطينيين، حيث رفعوا في (تل أبيب) مطلع الأسبوع الجاري صورة لنتانياهو بلباس نازي، معترضين على سياسة التحريض اليميني التي تقودها حكومته.

ويقول جعارة إن حكومة نتنياهو دأبت على الاستفراد بالفلسطينيين في ظل حالة الانشغال الاقليمي، رغم اندلاع انتفاضة القدس، والتي تعيش حكومة الاحتلال على أمل انتهائها في أقرب وقت، مما يباعد بينها وبين تقديم تنازلات للطرف الفلسطيني.

على أي حال، تبدو الانتفاضة في حالة تجدد بين الفينة والأخرى في ظل استمرار الاعتداءات (الإسرائيلية) بحق الفلسطينيين واستخدام سياسة التنكيل المتعمدة، عدا عن بقاء غالبية الأسباب التي اشعلت الانتفاضة على حالها، مما يشير إلى استمرار جذوتها متقدة حتى بلوغ أهدافها.

البث المباشر