احتجاز جثامين الشهداء محاولة إسرائيلية لوقف حماس المنتفضين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- نور الدين صالح

لا يزال الاحتلال (الإسرائيلي) يواصل سياساته "العنصرية" بحق شهداء انتفاضة القدس، من خلال احتجازها جثامين أكثر من 50 شهيداً ارتقوا خلال مواجهة جيشه دفاعاً عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.

المستوى السياسي في (إسرائيل) اتخذ خطوات اكثر صرامة، عبر اصداره قرار يؤكد تراجعه عن تسليم جثامينهم إلى ذويهم، وإعداد آلية منتظمة لدراسة اعادتها، بهدف انهاء ما أسماها "مهرجان الجنازات الجماعية" التي تتضمن "التحريض السافر ضدها".

ويزعم الاحتلال أن عائلات الشهداء ترفض الشروط الاسرائيلية بسبب خضوعها للضغوط الممارسة عليها من أوساط في السلطة الفلسطينية أو التنظيمات التي ترى بالجنازات فرصة للاستمرار في عملية التحريض ضدها.

المزاعم السابقة نفتها عائلات الشهداء، حيث قال رائد الأطرش المتحدث باسم لجنة شهداء الخليل إن ما يدّعيه الاحتلال حول تعرض أهالي الشهداء لضغط من السلطة أو التنظيمات "غير صحيح".

وأرجع الأطرش سبب رفض العائلات تسلّم جثامين أبنائهم إلى شروط الاحتلال، وأبرزها دفن الشهداء ليلاً وتحديد عدد الأشخاص المشاركين في التشييع.

وبدا واضحاً أن الاحتلال ينتهج سياسة العقاب الجماعي، وهذا ما أكده الأطرش بالقول "(إسرائيل) تحاول اخضاع وابتزاز العائلات من خلال احتجاز جثامين ابناءهم، ومنع اقامة احتفالات التأبين لهم".

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى من خلال تلك الاجراءات لإنهاء الانتفاضة الجارية، وإرهاب الشبان الفلسطينيين، من الإقدام على تنفيذ عمليات، معتبراً أنها محاولة "فاشلة ولن تنجح في لي ذراع الشعب الفلسطيني وعائلات الشهداء".

وبيّن الأطرش أن مطلب الاهالي تسليم الجثامين ودفنها وفق الطريقة الشرعية التي حث عليها الاسلام، مشدداً على أنه اذا استمر احتجاز الشهداء فإن ذلك سيؤدي إلى عدم الاستقرار الأمني.

فيما يرى المحلل والمختص في الشأن الاسرائيلي د. مأمون أبو عامر أن الاحتلال يعتبر تشييع الشهداء وحشد الجماهير أحد العوامل المحرضة للشباب الفلسطيني لمواصلة النضالات في الانتفاضة.

وأوضح أبو عامر لـ "الرسالة نت" أن الاحتلال يسعى لنزع فتيل التحريض بين أبناء الشعب الفلسطيني، كما يزعم، وهو ما يدفعه لاتخاذ مثل هذه الاجراءات والامتناع عن اقامة المهرجانات للشهداء.

وفي ظل ممارسات الاحتلال الاجرامية بحق جثامين الشهداء المحتجزة، إلا أن المستويات السياسية الفلسطينية في الضفة المحتلة، لم تتحرك بشكل قوي يتناسب مع أهمية القضية.

وقال وصفي قبها القيادي في حركة حماس بالضفة المحتلة، إن السلطة الفلسطينية تتماهى مع الاحتلال وتتجاهل جريمة احتجاز جثامين 50 شهيدا ارتقوا بانتفاضة القدس، واصفاً تحركاتها بـ "الخجولة".

وأضاف قبها في تصريح لـ "الرسالة نت"، أن السلطة لا تجيد إلا التنسيق الأمني، داعيا إياها إلى التحرك عاجلا، والتوجه إلى المحاكم الدولية؛ لمحاسبة الاحتلال على جرائمه.

واعتبر أن سياسة احتجاز جثامين تأتي في سياق الضغط على الشعب الفلسطيني، ومعاقبة الشهداء "الذين قدموا أرواحهم رخيصة للدفاع عن الوطن".

 وطالب قبها الفصائل الفلسطينية بالتحرك؛ للضغط على الاحتلال واجباره على تسليم الجثامين، من خلال حراك شعبي ضد هذه السياسة.

وذكر أن قضية احتجاز الجثامين يتابعها مجموعة محامين مع الجهات المختصة، مؤكدا أن محاكم الاحتلال مسيّسة، وتحاول تبرير موقف سلطاتها من هذا الإجراء.

وتبقى قضية استعادة جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال تنتظر تدخلاً جدياً لإنهائها، خاصة بعد ارتفاع أعدادهم لأكثر من 50 جثة محتجزة.

البث المباشر