سكين الفلسطيني يحول "رعنانا" إلى مدينة أشباح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- محمود فودة

"الشوارع فارغة، والطرق العامة شبه مهجورة، تزعزع الشعور بالأمن لدى سكانها، وأولياء الأمور يطلبون من البلدية تعزيز إجراءات الأمن في الشوارع العامة"، هكذا بدا الحال في مدينة "رعنانا" جنوب (تل أبيب) وفق ما صرح به موشيه كوهين من صحيفة معاريف، بعد أن طالتها سكين الفلسطيني المنتفض.

عدة عمليات فدائية كانت كفيلة بتحويل رعنانا إلى مدينة أشباح، لا تسمع فيها إلا أصوات سيارات الشرطة التي تتجول ليلا ونهارا، في محاولة من أجهزة الأمن الإسرائيلية لإعادة الطمأنينة للإسرائيليين.

تقارير صحفية إسرائيلية أكدت أن مدينة رعنانا شمال غرب مدينة القدس باتت مستهدفة من قبل منفذي العمليات الفلسطينية، مما أشاع مزيدا من أجواء الخوف بين سكانها، ودفع أجهزة الأمن الإسرائيلية لتعزيز إجراءات الحماية في المدينة.

وبنيت "رعنانا" على حدود قرية "تبصر" الفلسطينية المهجّرة وامتدت على أراضيها المصادرة بعد حرب 1948، وكانت متصلة بمدينة قلقيلية التي تبعد نحو 8 كم إلى الشرق بواسطة طريق فرعية تتقاطع مع الطريق العام الساحلي على مسافة قصيرة من القرية.

وذكر مراسل موقع ويللا الإخباري الإسرائيلي آفي أشكنازي، أن المدينة بدأت بالتحول لما يشبه مستوطنة "كريات أربع 2" الموجودة في قلب مدينة الخليل التي تشكل بؤرة لتنفيذ الهجمات الفلسطينية، مشيرا إلى اتهامات سكان رعنانا للسلطات الإسرائيلية، بأنها تمكن العمال الفلسطينيين من المبيت داخل المدينة.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن بعض السكان أن الشعور بالخوف بات ملازما لهم على مدار الساعة، فالأهالي يطلبون من أبنائهم عدم مغادرة المنزل، وفي حال مغادرتهم تبدأ الاتصالات الهاتفية طيلة الوقت.

المدينة أصبحت هدفا للفلسطينيين الذي يدخلون إليها بسهولة مقارنة ببقية المناطق الإسرائيلية، حيث وقعت فيها عدة عمليات فدائية منذ بداية انتفاضة القدس مطلع أكتوبر الماضي، مما دفع بلدية المدينة لجلب المزيد من القوات الأمنية وتعزيزها في المنطقة.

وأكد رئيس بلدية المدينة زئيف بيلسكي أن جلسة لتقدير الموقف الأمني تمت مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، واتفقوا خلالها على القيام بجولات دورية للقوات الأمنية، وإبداء مزيد من اليقظة والحذر، وتعزيز نشر المزيد من الحراس وأفراد الحماية على معظم نقاط تجمع الإسرائيليين.

وتقول إحدى الإسرائيليات المقيمات في المدينة في مقابلة مع صحيفة معاريف إن أجواء الخوف تحيط بها، وبدت كما لو أن حظرا للتجول قد فرض عليها عقب تنفيذ العملية الأخيرة فيها، وحركة الناس في شوارعها ضئيلة.

العمليات الفدائية في رعنانا دفعت بعض قادة الاحزاب الإسرائيلية إلى مطالبة نتنياهو بالتنحي، وقال زعيم حزب "المعسكر الصهيوني"، يتسحاك هرتسوغ إن "العمليات التي تنفذ في مدينة رعنانا دليل على ضعف حكومة اليمين التي يتزعمها نتنياهو وبينيت وفشلها بحماية الإسرائيليين، على نتنياهو الاستقالة، إذ انه لم يفعل أي شيء منذ توليه رئاسة الحكومة، وانشغل وحكومته بالأقوال فقط دون الأفعال".

ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي عيد مصلح أن قرب المدينة على المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة جعل دخول المواطنين الفلسطينيين سهلا نوعا ما، عدا عن وتيرة العمل المتسارعة في انشاءات المدينة.

وأشار مصلح في حديث لـ"الرسالة" إلى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تتجه في الوقت الحالي إلى إعادة ترتيب دخول العمال الفلسطينيين إلى المدينة، مع شعورها بفشل هذه الخطوة؛ لإمكانية تهريبهم بطرق أخرى وهذا ما يحصل فعليا بوجود عشرات العمال بطريقة غير قانونية، مما يبقي إمكانية عودة مسلسل العمليات إلى الواجهة مجددا.

 

 

البث المباشر