سادت حالة من السعادة داخل الوسط الرياضي في قطاع غزة، بعدما أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن ترحيل مباريات انطلاق مرحلة إياب الدرجات الممتازة والأولى والثانية من الجمعة الماضي إلى الأسبوع المقبل.
قرار الاتحاد الذي قوبل بالإيجاب من الجميع، كشف في الوقت نفسه عن مشكلة لا تزال تعاني منها الملاعب في القطاع، وهي سهولة غرقها وعدم صلاحيتها للعب في فصل الشتاء عند هطول الأمطار.
هذا الأمر بات يشكّل إزعاجا واضحا لاتحاد كرة القدم، الساعي لإصلاح الضعف الذي تعاني منه البنية التحتية الرياضية.
إمكانيات ضعيفة وبدائية
رأفت خليفة المسؤول عن ملعب رفح البلدي جنوب القطاع، أكد لـ"الرسالة نت" أن الأرضية المعشبة تضررت كثيرا بفعل كميات الأمطار الكبيرة، مشيرا إلى أن الوضع الحالي لا يُحتمل، لأن الإمكانيات المتاحة ضعيفة، مقارنة بما يحتاجه الملعب في الوقت الجاري.
وبدا المشهد "مؤلما" في ملعب رفح البلدي وغيره من الملاعب، بعدما ظهرت البرك واضحة للعيان في الأرضية، ليتأكد استحالة اللعب عليها، في ظل الأجواء الماطرة.
ويوضح خليفة أن البنية التحتية لملاعب القطاع بدائية بالنظر للملاعب العربية والأوروبية، قائلا: "في هذه الأجواء يُفضّل تعليق ممارسة الرياضة لسوء الأحوال الجوية، أعتقد أن الملاعب ستعود لطبيعتها بعد أيام قليلة من توقف سقوط الأمطار".
وكشف عن مفاجأة "صاعقة" وهي عدم وجود أنابيب لتصريف المياه في الملعب، عازيا السبب إلى أن الأرضية مميزة وقادرة على امتصاص المياه دون مشاكل، إلا أن الكمية التي سقطت خلال الأيام الماضية أكبر من قدرة استيعاب الملعب، مما أدى لظهور "البرك" بشكل واضح.
مشروع تصريف المياه
أما عصام العثامنة أحد المسؤولين عن ملعب بيت حانون البلدي شمال القطاع، فذكر أن الأرضية تضررت كثيرا بفعل مياه الأمطار، منوها إلى أن البلدية وعدتهم منذ سنتين بوضع أنابيب لتصريف المياه وإصلاح المشكلة، لكنها لم تفعل شيئا حتى الآن.
وتأجلت لقاءات هذا الأسبوع من دوري الدرجة الثانية، التي كانت ستقام على ملعب بيت حانون، كون أرضيته بحاجة ماسة لصيانة سريعة، لأنها تتأثر بالأمطار في أي لحظة.
وذكر العثامنة أن طبقة الطين الموجودة تحت العشب سميكة جدا، وهذا ما يجعل الأرضية تغرق بالمياه عند سقوط أي كمية من الأمطار، مشددا على أن مشروع تصريف المياه الجديد سيساهم في حل المشكلة بشكل كبير في حال تطبيقه فعليا.
80 مباراة
من جانبه، أبدى يوسف صرصور رئيس لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم في قطاع غزة، انزعاجه الشديد من مشكلة ضعف البنية التحتية في الملاعب، مؤكدا أنها أصبحت لا تطاق، كونها تتكرر كل موسم رياضي.
وقال صرصور: "جميع أرضيات الملاعب مهترئة، في ظل إجراء أكثر من 80 مباراة على الملعب الواحد خلال الموسم"، مشيرا إلى أن هذا الرقم "الضخم"، أكبر من القدرة الاستيعابية لملاعب القطاع.
وتجري في موسم 2015-2016، مباريات دوري الدرجات الممتازة والأولى والثانية والثالثة، بالإضافة لكأس القطاع وبطولتي الناشئين والشباب، وهذا كفيل لوحده بإحداث ضرر كبير في الأرضيات، وجعلها غير صالحة للعب عليها، دون الحديث عن الأمطار.
وحول إمكانية تأخير انطلاق الدور الثاني في البطولات كل موسم، بسبب سقوط الأمطار في شهري ديسمبر ويناير، أكد عضو الاتحاد الفلسطيني، أن هذا الأمر رفضته الأندية، كونه سيرهق "كاهلها" من الناحية المادية بخوض الاستعدادات للدور الثاني، ما بين دفع أجور للاعبين والمدربين وحجوزات الملاعب.
دعم البنية التحتية
بدوره, كشف عبد السلام هنية عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، عن حصوله على موافقة بدعم البنية التحتية الرياضية في قطاع غزة، بقيمة 8 ملايين دولار خلال عامي 2016 و2017.
وقال هنية إن الحكومة القطرية وافقت على صرف مبلغ 5 ملايين دولار لإصلاح البنية التحتية الرياضية في القطاع، بالإضافة لـ3 ملايين أخرى من بنك التنمية الإسلامي بتوصية من اللواء جبريل الرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
وذكر أن عامي 2016 و2017 سيشهدان طفرة كبيرة في إنشاء الملاعب الرياضية بالمحافظات الجنوبية، مشيدا بالدور الكبير الذي قدّمته مؤسسة أمواج الرياضية في دعم الأندية على مدار الأعوام الماضية، وشاكرا دولتي قطر وتركيا لدورهما الريادي في النهضة الرياضية الفلسطينية.
وأمام الضعف الواضح للبنية التحتية الرياضية في قطاع غزة، مقابل حصول هنية على دعم مالي بقيمة 8 ملايين دولار لإصلاحها، بات الجميع يترقب تنفيذ الوعود على أرض الواقع، وإلا فإن إمكانية توقف النشاط الرياضي عدة شهور سيكون الحل الأبرز لهذه المعضلة.