لله درك يا كتائب القسام، وأنت تبدعين يوما بعد يوما .. مرة تلو المرة .. نصر جديد في تمريغ أنف المحتل الصهيوني المتعجرف في التراب وهو الذي صدع رؤوسنا بأنه الجيش الذي لا يقهر .
وأنه الجيش الذي يعرف كل ما يجري على ارض غزة التي تملأ اجواءها طائرات الاستطلاع والاقمار الصناعية.
صفعة من نوع آخر هذه المرة، فبعد سنوات على صفقة التبادل (وفاء الاحرار 1) واعتقاد الجميع وأنا منهم ان كتائب القسام قد احتفظت بشاليط في اعماق الارض في شبكة انفاق معقدة وتفخيخ هذه الاماكن ونشر الاستشهاديين في دوائر متعددة تخوفا من محاولة الاحتلال الوصول اليه، تخرج علينا الكتائب اليوم بعرضها المرئي عن وحدة الظل التي كانت مسؤولة عن احتجاز شاليط.
هذه المجموعة التي رأينا من خلال العرض انها كانت تعيش بأريحية تامة فوق الارض فيما يبدو انه شقة سكنية كما معظم البيوت الفلسطينية في غزة، يأكلون ويضحكون ويتمازحون كما لو كانوا في رحلة .. لكن المشهد الأكثر تحديا للاحتلال كان مشهد نزهة الشواء البحرية لشاليط.
هذا المشهد الأكثر قوة من حيث التحدي الأمني للاحتلال، فلم يكن احد يتوقع في اكثر شطحاته التخيلية ان يصل الامر بالقسام ان يأخذ شاليط لمثل هذه النزهة وان يجازفوا بخسارة هذا الصيد الثمين الذي تم مبادلته بعد ذلك بأكثر من ألف أسير من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني.
من ناحية أخرى وخلال متابعة العرض المرئي والتدقيق في صور أبطال القسام وقدرتهم على الاحتفاظ بهذا السر والذي يعد أحد أخطر الاسرار في القضية الفلسطينية على مر عقود تحضرني مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أجاب حين سئل من النبي صلى الله عليه وسلم عن أمنيته فقال: أتمنى لو أن لي ملء هذا الوادي رجالا أغزو بهم في سبيل الله .
كأني بأمير المؤمنين يقصد أمثال هؤلاء من أبطال القسام خالد ابو بكرة ومحمد داوود وسامي الحمايدة وعبدالله لبد وعبد الرحمن المباشر ومن قبلهم القائدين محمد ابو شمالة ورائد العطار . هؤلاء الابطال الذين اضافوا معنى جديد للبطولة والفداء بالاحتفاظ بسر تنوء عن حمله الجبال في ظل الواقع الذي نعيشه، هؤلاء الابطال الذين نتمنى ان يرزقنا الله بأمثالهم فهم فخر لكل من عرفهم فكيف بمن عاشوا بينهم .
كنت أتمنى لو عرفتهم، كنت أتمنى لو قابلتهم، كنت أتمنى لو صافحتهم، كنت أتمنى لو رأيتهم قبل استشهادهم، لكنني أدعو الله ان يخرج من ذريتي أبطالا مثلهم يظلون فخرا لنا ولأمتنا .. هنيئا لهم الجنة ان شاء الله.
هنيئا لأهليهم هذا الشرف ..هنيئا كل من عرفهم وقابلهم وصافحهم